الجمعة، 5 مارس 2021

Hiamemaloha

على الرصيف للشاعر محمد خالد الأمين

 على الرصيف

بقلم الشاعر محمد خالد الأمين

أمشي على شفتيها الملتهبتين

غامت فيها الحروف كحمم البارود

شظايا الريح تمزق الشهيق

فيلهث الزفير من قرّ الأنين...

تحترق صفحتها

وتظل صامدة 

تصد الجحيم 

لا تثنيها قهقهات الجنون

ولا حشرجات القبور

فتذرذر الرماد في العيون ....

تحتضنها كوابيس الأحلام

يكفلها الظلام

 يلف وشاحه الذريع

يواري جفونها خلف الظل الظليل 

وتلعنُ غيمةَ الدموع

أين رعشة البكاء لتروي الغليل

فتلهث عيناها من قر الصقيع ....

المناجل تحصد ما تناثر من رذاذ اللسان

زغاريد ... جنائز ... عويل ...

لم يكتمل العد 

 نفقت ثلاثة

وَرُفِع أصْبُعان مبثوران 

ما فتئا يصرخان من ضرب المطارق 

لما تكسر السندان...

سَقْفُ السماء جَنَّه ُ الدخان

عشَّشَ فوق فواصل السحاب

حتى لا يخيط النهار ثوب الغروب 

والفجر لا يدري متى يذوب...

تذرف سيلا من أصباغ النبيذ

ومساحيق من لحاء الزمن البعيد

تتمايل على ضوء الشموع العمياء

أشلاء أسوارها تنخرها الديدان

يُنَدِّيها رذاذ الردى

... سنين ... سنين طوال

عرائسها ضلوع نُسِجت من رفات الأساطير

والنسور فوق مدافعها تزند الفتيل... 

حزين هو الفجر

غاب دفء الصلاة

 سابتا بين القضبان وغياهب الظلمات...

في ذلك الوادي المخيف

 تتثاءب الشياطين 

تستيقظ رفات القبور ظمأى

تتبخر أشباحا ترنو

سلخ تلك الطفوح السوداء 

وردم مستنقعات الأذى

ينساب خجولا

يظل شاردا ينهش ديدان الرطيب

يدغدغ عِرْضَها

يفقأ عيون الليل الرهيب

يجر أمسها الوجيع

أخصى الفحول ووأد البنات

 ليته أباد غدها الكئيب

وها حباله الباردة تصب في خور النجيع

وتصفع جنونه صمت القطرات...

*****

محمد خالد الأمين

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :