أولى القبلتين 53
جمرُ اللّظى
بقلم د. بسام سعيد
بكلّ ورود الكون
وأزاهير السّهول الخُضرِ والحقولِ
والبساتين وارفة الظّلال
أتفيّأُ ظلالكِ الوارفةِ
إذا جنَّ الصّيفُ
واتّقدَ الجمرُ لظىً
أشربُ مِن ينبوعِ راحتيكِ الشّريفتين
شربة هنيئةً مريئةً
لا اظمأُ بعدها
زمزماً للعمرِ الهنيِّ
بنوركِ البهيِّ
كوثراً يسقي العطاشَ تكرّماً
أيّتُها الغيمةُ الهطولُ
في شتاءِ السّنينِ
اذرفي قطركِ السّخيّ على الأرضِ اليباس
فتهتزّ وتربو
وتنبتُ من كُلِّ زوجٍ بهيجٍ
فتورقُ الأشجارُ وتزهرُ أغصانُ الودِّ
وتنثرُ عبيرها الذّكيّ
وشذا الحبقِ والرّيحانِ مختلف الألوان
في ربيعِ ذّكريات الأمسِ السّعيدة
أيّتُها الكرمةُ المدلّلةُ دانيةُ القطوفِ
هلمّي أعصرُ عناقيدك الجوادة بالخير
سلافةً تحيي القلوبَ المؤمنةَ
بسيّدها ومولاها العليّ
على مرِّ العصورِ والأزّمانِ
أيّتُها النّخلةُ المباركةُ ذاتُ الأكمامِ الجنيّة
في مواسمِ القحطِ
والجوعِ المُبين
هزّي قدّكِ الممشوقِ
تُساقط عليَّ رُطباً جنّيةً
أقتاتُ بها أبدَ الدّهرِ
لا تبرحي عن ناظري
لا تأفلي عن باصرة ضلوعي
فأنا لا أحبُّ الآفلين
مباركةٌ أنتِ في مدائنِ العشقِ النّديّة
أولى القبلتينِ الشّريفتين
بوّابة الصّعود للعُلا
د. بسّام سعيد