أكون أو لاأكون
بقلم الشاعر محمد درويش
في حُبكِ أردت أن أكون
مثل طيّرٍ يحلق فوق العيون
وعلى مرافئ هدبكِ استقر
تكون بعيني أجمل من الغصون
في حُبكِ غاية و وسيلة
هما لي أكون أو لا أكون
روادتني قبلكِ من الفاتنات
لكن قلبي أبى مما يسحرون
و رأيت في عينيكِ شهبا
اندلعت بقلبي مما يبعثون
أغار عليّكِ إذا تحدثتي
والناس إلى صوتكِ ينصتون
أحسد عشاقا يفقهون الكلم
أمامك تصمت كلماتي و يختبئون
فأقمت هُدنةً مع القلم ليكتب
بعد أن فاق احتمالي و الظنون
فكتبت إليكِ كأنني أراكِ
قصيدٌ يعانقكِ بالضمةِ و السكون
اسمكِ على حواف السطور
كالنجوم تتلألأ والدرر المكنون
و وحي البيان كانت عيناكِ
وكل نظرةٍ كنت فيها مفتون
ترانيم السهد و تراتيل المساء
كانت أبياتي إليكِ حين يمسون
و أحلامي معكِ لحظات عشقٍ
و تختفي حين أطيافكِ يصبحون
في حُبكِ أردت أن أكون
أكبر من سطورٍ فيها يكتبون
ثم تختفي معالمها مع الأيام
لكن شاءت الأقلام ولها مجبرون
حبكِ باقٍ إلى أخر العمر مهما
ابعدتنا الليالي و مضت السنون
أكون أو لا أكون
محمد درويش
التاريخ ١٩ / ٠٤ / ٢٠٢١