( القَلْبُ النَقِيُّ )
بقلم الشاعر رشاد العبيد
قصيدة مهداة إلى أخي مازن الثامر ... بعد أن مَنَّ
الله عليه بالشفاء من المرض . أقول فيها :
أَلَمٌ يُمِضُّ وَعَبْرَةٌ ........ تَتَوَقَّدُ
وَجَوًى يَزِيدُ ......... وَأَنَّةٌ تَصَّعَّدُ
فَلَقَدْ أَتَانِي ....... وَالرَّزَايَا جَمَّةٌ
نَبَأٌ يَهُزُّ ....... بِأَنَّ مَازِنَ يَرْقُدُ
مَا لاَمَسَتْ عَيْنَاهُ نَوْمًا أَوْ كَرًى
وَلَرُبَّ سُقْمٍ قَدْ بَرَاهُ ..... يُسَهِّدُ
فَرَفَعْتُ كَفِّي لِلسَّمَاءِ ... تَضَرُّعًا
وَهَفَا اللِّسَانُ إِلَى الرَّحِيمِ يُمَجِّدُ
وَسَأَلْتُ رَبِّي .... أَنْ يُقِيلَ عَثِيرَهُ
وَيَرُدَّ بَأْسًا ........ سَادِرًا يَتَهَدَّدُ
يَا مَنْ سَمَوْتَ عَلَى الصَّغَائِرِ بِالدُّنَى
وَبَلَغْتَ شَأْوًا .... لاَ يُطَالُ وَيُحْمَدُ
أَنْتَ الدَّلِيلُ ... لِكُلَّ عِفٍّ طَاهِرٍ
إِنْ سَارَ رَكْبٌ .... لِلْفَضِيلَةِ أَنْجَدُ
طِيبٌ بِوَجْهٍ .... مُشْرِقٍ وَطَوِيَّةٌ
بَيْضَاءُ تَرْفُلُ بِالْجَمَالِ وَتَسْعَدُ
مَا كَانَ يَتْرُكُ ... لِلْغِوَايَةِ فُرْصَةً
لِتَجُوبَ نَفْسًا ...... حُرَةً تَتَجَلَّدُ
وَقَلَى فِعَالاً .... لاَ تَلِيقُ بِقَدْرِهِ
وَاسْتَصْغَرَ المَرْءَ .. الذَّي لاَ يَرْفِدُ
عَاشَ الحَيَاةَ .. أَبَو بِلاَلٍ رَافِضًا
مَا قَدْ يَشِينُ مِنَ الخِصَالِ وَيُفْسِدُ
وَالعِزَّةُ القَعْسَاءُ .... تَسْكُنُ قَلْبَهُ
وَيُعَانِقُ المَجْدَ المُؤَثَلَ ...... أَصْيَدُ
تَصْبُو نُفُوسُ الأَكْرَمِينَ إِلَى العُلاَ
وَيَتِيهُ بِالأَصْلِ التَّلِيدِ ..... الفَرْقَدُ
يَارَبِّ إِنْ عَظُمَ البَلاَءُ فَمَا لَنَا
إِلاَّكَ نُورٌ نَهْتَدِيهِ ....... وَنَرْشُدُ
فَاغْفِر ذُنُوبًا قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهَا
كَانَتْ تَقُضُّ مَضَاجِعًا .... وَتُنَكِّدُ
تَصْفُو الحَيَاةُ وَتَسْتَكِينُ لِتَائِبٍ
عَافَ الرُّقَادَ ....... بِلَيْلِهِ يَتَهَجَّدُ
رَبَّاهُ حَمْدًا ..... لاَ يُفَارِقُ أَلْسُنًا
وَسُجُودَ شُكْرٍ وَالجَوَارِحُ تَشْهَدُ
فَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَى الحَبِيبِ بِصِحَّةٍ
وَهَزَمْتَ دَاءً فِي الصُّدُورِ يُعَرْبِدُ
وَأَعَدْتَ لِلجِسْمِ المَرِيضِ بَهَاءَهُ
أَنْتَ القَدِيرُ عَلَى الشِّفَا ، وَالمَقْصَدُ
.. رشاد العبيّد
سورية - دير الزور