الطلاق الصامت ....
بقلم الشاعرة ابتهال صالح
للحظات إعتدتُ غيابك...تتأخر ليالي طوال...لا أراك...
ما بك منشغلا عني...وانسابت دمعاتها تداوي وجع انتابها...ترامت بين أحضانه مغمى عليها...
فجاء إليها بقليل من الماء البارد يسكبه فوق ضجيج أعماقها...ومن بين خصلات شعرها مر بأنامله...مستشعرا بلهفة الحنين لأوقات كانت تجمعهما...وفجأة توارت...تبلدت بينهما المشاعر...وبدت حياتهم كالألوان الباردة الكسولة...
فتحت عيناها ووجدت نفسها تلوذ بين نظراته...تشتاق لكلمة أو حديث منه...لكنه إلتحف السكون...والصمت الغامض كان ثالثهما...
فبادرته بالقول...وعبراتها ما زالت تنزف...اشتياقا ربما أو ندما...
ألا تلاحظ بأننا أصبحنا معا كالغرباء...لا تجمعنا سوى الجدران...نعيش جسد بلا روح...
فتبدلت ألوانه...اعتذر منها لإهماله...فالعمل فقده المسؤولية اتجاهها...وسلب منه الكثير من الأحاسيس...مسح وجنتيها بلطف...وعانق بقايا ذكرياتهم معا...واستجمع أشلاء صورهم المندثرة بين نبضاته...ليعيش على ذكراها للأبد...