سلوا الدنيا
بقلم الشاعرة عبدلي فتيحة
سلوا الدنيا إذا ذَكَرتْ خطابَ
أما فَرغَتْ من الكأس الصبابَه
و إن سارت جموعٌ في طريقٍ
لما ترمي إلى القلب العذابَ
لما يُخْنق ودادنا في ثوانٍ
يطيرُ فجأة يغدو ترابَ
فإن طرقت مصالحنا نفوسا
تُغيِّرها و إن كانت ثوابَ
فشُكرا للمصالِح إذْ أزاحت
صديقا كاذبا كان إستجابَ
لضِحْكاتٍ نعانِقها بيوم
سعيد صادنا بالود ذابَ
حفِظنا الدرس من زمن بعيد
و هذا الدرس قد ملأ الكتابَ
نعيدُهُ كل يومٍ في خفاءٍ
لكي لا ننسى أيامً صِعابَ
و يا ليت التمني قد يُعيدُ
فلا نُخطئ و لا نأخُذ عقابَ
و لكنَّ حياتنا محض درس
و درسُنا زاد قسوتُهُ العتابَ
ففيها فاشلٌ فيها مُجدٌ
و فيها آخرٌ طمس الصوابَ
و فيها من حفِظْ كلَّ صغيرة
بدولاب النهامة و الغرابَه
و آخر منَّا ما اهتم بشيء
و رغم الجرح يُمطِرُ كالسحابَه
و ربّما آخر سلك الطريق
قويٌ صامدٌ جبلا مهابَ
و ذاك يحمل بالهم وزرا
شقيق الحزن لا يعطي جوابَ
إذا سئل أتُقْبِلُ أم ستُدْبرْ
سيختلِق من الكذب خطابَ
و ها أنا قد وُجِدتُ بالحياة
و ريح عاصفة تبني السرابَ
تمرُّ و تعصف كلَّ انتصارٍ
تحوّلُهُ إلى فحمٍ بغابَه
و ما معنى النجاح إذا تعرَّت
و جوه الود أو قدَّت ثيابَ
عبدلي فتيحة