تأبط شعرا
بقلم الشاعر محمد أبو رزق
جمح به الخيال فتأبط شعرا
إمتطى حرفه الأجرد
إستل كلامه من غمده
بقلبه تشتعل قضية
زاده قلم وحبر
يسافر في هزيع الليل
إلى مرافئ الأحلام
إلى وطن الأمنيات
إلى منابع السحر
يبتسم لبريق النجم
يحاور وجه الشمس
يبوح لهالة القمر
ينشد للحياة والجمال
يداعب فراشات الورد
يشدو مع طيور الصباح
ويرقص مع زخات المطر
يتصفح الوجوه العابرة
يقرأ سحنة ملامحها
يفهم تعابيرها
يتقمص شخصياتها
يضحك، يبكي
يحب، يكره
يفرح، يحزن، يتألم
يهدأ، يثور، ويتدمّر
يبني من العبارات آمالا
ومن الألفاظ قصورا
ومن المعاني جسورا
يصارع أشباح الظلام
يهدهد أحلام النيام
ويغنّي للصبح المنتظر
عالمه واسع الخيال
يمزج الحقيقة بالمحال
ليله أنس واغتراب
نهاره فرح وعذاب
والحياة صفو وكدر
بداخله سكون وضجيج
وحروف لها صوت وأزيز
وكلمات تتزاحم للخروج
وصور وذكريات تموج
وأحلام لاتشاء أن تكبر
ينام في حضن القصيدة
يرتشف الرحيق من الحريق
يطل من شرفة الروح
يتمدد كغيمة فوق الجروح
ويسكب ألحانه كالمطر
محمد أبورزق