قصة قصيرة..تدوينات عابر ..
بقلم الشاعر أشرف عز الدين محمود
بجانب الطريق كان هناك رجل يحدق من بعيد،كان يدون ملاحظات سريعة،وَرَاحَ يـُحَررّ كُلّ النـّقَاط ِ عَنْ كُلّ الحـُرُوف ِ
وجوهِ مختنقةِ بالسعال الجارح،اصوات متعالية، فهذا صوت الذي ثار،وذلك صوت الذي غادر ،وذاك صوت عابر ،واخر صوت صامت،وهذا ظل باهت يسير أو ينهارْ ْ ! ،الوجوم على عتبات المدينة،يسحبُ الرؤيةَ إلى هناك ،حيث المسافة رهينة الوداعات،حيث الشجرُ يختلطُ بالظلامْ،يطنَّ بالسكون.. وفاح كلام الظلام..باعةِ الخبزِ والجواسيس،
تسير في الطريق ْفي وسط الزحام ْ،ما أطول الطريق !
هذا واحد جلس في أبهي المقاهي، ينفث الدخان ْ،يقتاف آثارَ الصباحِ الشاردِ..وذاك يلعب الشطرنج، أو يندس في الزحام ْ،،يحاول الهروب من لغة الواقع الأليمِ..ينهضُ عن كرسيِّ نعاسه كالقرصانِ المخمورِ...إلى لغةِ السطرْ،فيشعِلُ قنديله ويعلِّقهُ في سقفِ البيتِ.هارب.. من ذكرياته.
.يكتبُ ويحلم ويرنو إلى الماره،يدون ما يراه فهذا لاهث في الزحام..واخر غارق في سباته العميق ْاعتاد أن يقوم من منامه الطويل، إذا تذكّر غداً وأضاءة الصباح،يرسم ابتسامة صفراء كلها خداع على زوايا شفتيه،ما أبعد العالم عنه !ما أغربه كلّه...يصلح شاربيه ويرتدي ملابسه ْوقد يبتاع في الطريق ْجريدة يقرأ منها آخر الأخبار ْ..ولا يبالي بشيئ
وفي حالات عابرة،يعيش بأحلامه في ربيعٍ،ويحيا بأنفاسها مُلْهَما.ومازال يدون ...وبدون.. فجعبته مليء بالحروفِ، ،
وما تزال هناك رُّؤيا لم تدون بعد وزوايا لم يلاحظها
فما زال يبحث عن لحظةِ تغيَّر الدُّنيا ربما يجدها مع مدونته...وربما وتصبح فارغةًمثل قلبٍ ولا يتبقى سوى
النسيان الجميل..
(بقلمي أشرف عزالدين محمود )