سِفرُ الضّوء 61
استقالةُ القصيدة
د. بسام سعيد
اليومَ يُعلن الشّعرُ عن استقالتهِ الأبديّة
كما تُعلنُ النّجمةُ رحيلَها الأبديِّ
عن حارسِها اللّيليِ
تُعلنُ حروفُ القصيدةِ
عن بدءِ إجازَتِها المفتوحة
تعتذرُ للكلماتِ النّاثراتِ عبيرَها الكونيّ
تٌغادرُ مملكةَ البيانِ الأدبيِّ
تتّخذُ من الغيومِ السّوداءِ ستاراً
يحجِبها عن الضّوءِ
لتخلُدَ إلى النّومِ
بعد أن غلبَها النُّعاسُ
وتوقّفَ القلبُ في محطّةِ الرّجوعِ الأخير
إلى الفردوسِ المنشودِ
إيذاناً بالعبورِ
إلى جنّاتٍ عرضُها السّمواتُ والأرضُ
أعِدَّت للعاشقينَ المؤمنين الأبرارِ
وحَسُنَ أولئكَ رفيقا
***
الآنَ تمضي قافلةُ الجوريِّ
وأزرارِ الياسمينِ
وأزهارِ اللّوزِ واللّيمونِ والبُرتُقالِ
ومانَجَة النّيلِ وأكمامِ بلحِ العراقِ
وزعترِ كنعانَ وتوتِ آرام الشّهيِّ
وصنوبرِ فينيقية الحُبِّ
إلى مثواها الأخيرِ
***
الآنَ حصحصَ الحقُّ في عاجلةِ الودِّ
لتُعلنَ النّفسُ عن هِجرَتِها الأخيرة
إلى موطِنِها الأصليِّ
حيثُ لا عينَ رأت
ولا أُذنُ سمعت
ولم يخطر على قلبِ بشَر
***
الحمدُ والشّكرُ لسيّدنا ومولانا الكريمِ
على عطاياه الكثيرة
غير المقطوعةِ ولا الممنوعةِ
في نهاراتِنا وليالينا
الذّاكراتِ لفضلهِ العميمِ
المُسبّحاتِ الرّاكعات السّاجداتِ
لنوره البهيِّ
***
إلهنا ومولانا الّذي يشغلُ كلَّ شيءٍ
تقبَّل منّا رجاءنا
كن لنا سِتراً كما في دُنيانا العزيزة
في دارِ القرار
آمين آمين
د. بسام سعيد