تقولينَ
بقلم د.أسامه مصاروه
6
تقولينَ في أرضِ العروبةِ تمساحُ
ودونَ اعْتِذارٍ إنّهُ اليومَ سفّاحُ
وحكامُنا للمُسْخِ البعضُ مدَاحُ
ومنْ ظلَّ منهمْ للكنادرِ مسّاحُ
أقولُ عسيرٌ فهمُ حكامِنا فعْلا
لديهمْ بلادٌ باذخاتُ الغِنى أصْلا
لماذا إذًا يا ربُّ نلتحِفُ الذلّا
ونرْكعُ لِمحْتلٍّ بلْ نلتقي النذْلا
تقولينَ في الأشعارِ نحنُ أشِقّاءُ
ونحنُ ذوي مجدٍ وللْمجْدِ أبناءُ
فكيفَ أصابَ القومَ ذلٌّ وإعياءُ
وقدْ نقلتْ مجدَ العروبةِ أرجاءُ
أقولُ أنا من أمرِهمْ لا أعي حرْفا
وأعجبُ يا ربّي لِمَ امْتَهَنوا الضعْفا
لِمَ اسْتعذبوا الخذلانَ والذلَّ والخوْفا
وقدْ جُرِفَ الأنذالُ من قبلِهم جرفا
تقولينَ حكّامُ العروبةِ قدْ ذلّوا
لأعدائِنا حتى تمطَّوْا متى هلّوا
ألمْ ترَ كيفَ استقْبلوهمْ وما كلّوا
ألا إنَّ حكامَ العروبةِ قد ضلّوا
أقولُ إذا ذلّوا فما ذُلُّهم سِرُّ
تهافُتُهمْ بلْ ركضُهمْ ويلتي جهْرُ
يموتونَ كالأنعامِ ليسَ لَهُمْ ذكْرُ
تاريخُهمْ شؤمٌ على الناسِ بل شرُّ
تقولينَ إنّا جيلُ ضعفٍ وتنكيسِ
لذا يستمرُّ النذلُ عُنْوةً بتدنيسِ
بلادي وأيضًا يستمرُّ بتكريسِ
مواقِعِهِ حتى وأوْكارِ إبليسِ
أقولُ برغمِ الحزْنِ في القلبِ إيمانُ
بأَنّا جميعًا في العُروبَةِ إخوانُ
وحتى إذا مرّتْ على الأهلِ أحزانُ
أخيرًا سنرقى للْعُلى رُغمَ مَنْ خانوا
تقولينَ إنّا ل نجيدُ سوى الصمْتِ
وإنّا شعوبٌ لا تعي قيمةَ الوقتِ
ونعبُرُ من همٍّ وغمٍّ إلى مقْتِ
ولا مخْرَجٌ يبدو لنا منْ لظى الكبتِ
أقولُ إذا المظلومُ غلَّفهُ الظُلمُ
وغرَّبَهُ الأعداءُ مع عُصبَةِ الحُكمِ
فما القصدُ أنَّ العُرْبَ يُرْهِبُهمْ خصْمُ
مدى الدهرِ بلْ للعُرْبِ في لحظةٍ حسمُ
د. أسامه مصاروه