ليس مزاحاً
بقلم الشاعر محمد علي الزميمي
قالوا لي أنت أعمى
فحملت العصا
وتعكزت على عقلي البصير الكسيح
أستمع إلى أحاديثهم
لاأريد أن أقول شيئا
وإنما أريد أن أرى
وقالوا لي أن استعن بالله
وترقب المعجزة
ففي هذه الأرض ما أكثر
الأرواح والأنبياء
ما عرفت أغرب من شأن هؤلاء
إلا ينامون أبدا
ألا يكلون
وأنا بين الفينة والأخرى
أتحسس رأسي هل مازالت فيه عينان
أمكث شاحب اللون
وكل ما حولي مسلم به ومذعن
توقفت بي الدنيا
بكل سكونها وانغلاقها
أنظر بكل شغف إلى السماء
لعل طيور الابابيل
بسجيلها
تغنيني عن الجهد والجهاد
لم أعلم أنهم صنعوا مني تمثال
إن وقع ينكسر
فلا يألم ولا يفرح
في وضح النهار
وأنا أبصر أضعت طريقي
بين الكثبان الرخوة المتزعزعة
فانطرح لاهثاً معفراً
بائسا يائسا
بين الرمال
أيقنت بأن لا طير أبابيل سيأتي
فقد أكلوا بيوضها
ولم تعد تتكاثر
لملموا شملهم، تكاتفوا
اجتمعوا... افترقوا
تخاصموا... تصالحوا
وبعد هذا العناء كله
أوصوني
وهم يتكئون على وسائد الثراء
أن أهم لنفسي وأكثر في الدعاء
محمد علي الزميمي من بغداد