اعتادت الجلوس هناك وحدها..تتمسك بتلك اللوحة بأصابع مرتعشة لجسمٍ ملىءٍ بأمراض القلب قبل أمراض الجسم.
قيل عنها في ذاك الزمن المُشرق أنها فنانةٌ من الطراز الأول..تخرج من تحت يديها كل لوحةٍ وأخرى يملأها الإبداع بشتى معانيه..كانت كل لوحة لها تصلُ بجمالها في النهاية إليه حتى إن لم ترسمه بشخصيته وملامحه..كلما رسمت زهرة كأنها حينها تستنشق عطره..وكلما رسمت الشمس امتلأت لحظاتُها بضحكاته وعباراته الجميلة..رسمت النهر بصفاء لون عينيه..رسمت البحر بذلك القلب الكبير الذي يحمله..وهكذا..وهكذا..
كانت كل محاور لوحاتها عنه..ذلك الذي ينبض له القلب باجتهاد..وتهفو إليه الروح باعتياد.
أين هو الآن وأين هي..
تُطالعُ الخارج من النافذة فلا تجدُ لا شمسًا ولا نهر ..
لا شجرٌ ترى أو زهر..لاتؤنسُ وحدتها سوى آخر صورة له ..تلك التي تحملها بين يديها الآن..
صورةُ زفافه بأخرى.
كريمة عوض