{ الاخـــتـــبـــار }
بقلم الشاعر سمير أرسلان
تَـكْـتيـكٌ جـديـدٌ أم إسـدالُ الـسـتـار ؟
لــهــيـبُ الــوقــود تــحــت الأنــظــار
و حـذَرُ الـتَّرقُـبِ تـعـيشه جُـدران الـدار
فـيـهـا قَـبَـعـنـا و تـحَـمَّـلـنـا لُـبَّ الأضـرار
و الـنـفـس تذمـرتْ حتى مَـلّـتِ الانـتـظار
مَـنِ الـنـاطـق رَسْـمِـيا و مـن لـه الــقــرار ؟
نُـعَـزُّ الـيوم أمْ نُـهـانُ في أشـد اخـتـبـار ؟
نَـعْـبُرُ بسلامٍ أم نتجـاهـل لـغـة الـحصار ؟
جُـهْـداً استـرعـى و هِـمّـةً و صَبرَ اضـطـرار
والعودُ إلى الأصل التقـمـه عـلقـم الإخـتيار
دَساسـةُ الـمـكـر تنـهـش باللـيـل و الـنـهــار
تصفـعُ ، تلـطم، و تَلْدَمَ متلـذذة بالانـكـسار
و الـعـقـل اقـتاده سُـم التفـاهـة إلى الإقـبـار
طُيوراً بلا اجنحةٍ صِـرنا ، تَـهيمُ في الأوكـار
و رغدُ العيش تَحايلتْ عليه مخـالبُ الأشرار
قُـفَّةُُ اسْتُبيحَتْ مع سَبقِ الترصد و الإصـرار
تَئِنُّ اَوصالُـها جوعـاً مِنْ لَـفْـحِ نـارِ الأسـعـار
جرائمُ الكبار تَـسْعَـدُ، و تُلَـطِّخُ جيوب الصغار
و صَدَأُ الصناديقِ يلـتـهـم امـوالاً بـاسـتـمـرار
هـشيمُ الـعوزِ يطـفـو في خِـضَمِّ الاحـتضـار
و الزيتُ خَبا تَواضُعَهُ لِيرقُصَ على ظلمة الأوتـار
و الدقيق و الـعـدس على رَمْـسِهِـمْ وَقَّـع الـتـتار
سردينُُ عَـبَثنا بجثته و لَمْ نتجرأ قَطُّ على الكافيار
و لـم نُـطالِـبْ يـومـاً بِـغـنـيـمـةِ اعـالـي الـبـحـار
خُضَرُُ لـم تُـحابِ أفواهًا عَـلِـقَ لحمـها عند الجـزار
و كِسرةُ خُبْزٍ مع توأمها الشاي ، سئـمتِ الاجـترار
بِاكتئـابٍ تَرتعشُ و الأحـلام في سـحـاب القِـفـار
فَشُـعاعُ كوكبهـا غَـيَّـبَـتْـهُ رُعونـةٌ وَقْـتَ الأسـحـار
بِحوافِـرهـا دكّــتْ و سـحـقــتْ لِـتنـتشـيَ بالـغـبـار
واهاً عليك يا زمـن ! فَحُسْنُكَ غَـدا حديقـةً بلا أزهـار
بقلم : ســـمـــيـــر أرســـــلان