عجبي
بقلم الشاعر سعدي الشنون
إنّي لمستعجِبٌ في غايةِ العجبِ
وفوقَ عُجْبي فقَد عانَيْتُ من نصَبِ
ورحتُ أسأل محتاراً بغيرِ هدى
أينَ الكرامُ من ساداتِنا النُجُبِ
فيَرْجعُ الصوت مكسوراً ليُخْبِرَني
بأنَّني سوف لن أجني سوى التعَبِ
أين الرجالُ النشامى من بني بلَدي
أينَ الشموخُ الذي يزدانُ بالأدبِ
كانوا الأوائلَ دوما حينَ نَندُبُهم
هل غادرونا تُرى مِنْ دونما سببِ
إنّي ارى الدهرَ قد ماجت موائجُهُ
وعِلْيةُ القومِ كاللاهون في لَعِبِ
والموطن المفتدى قد مالت ركائِزُهُ
والحالُ منذرَةٌ بالويلِ والعطبِ
وسادة القوم قد غطّوا بنومتهم
أو كالنعامِ تواري الرأسَ بالتُرَبِ
لو كانَ يحكمنا لِصٌ فحسبُ لما
ذُلَّت بلادي ولم تجثو الى الرُكَبِ
لكِنَّهُ مُدَّعٍ من جاء يحكمنا
تسَرْبَلَ الدينَ والإسلامَ في كَذِبِ
لا وقت للنوم يبقى كي نُضَيّعهُ
فالدربُ محفوفُ بالأخطارِ والريَبِ
شتّى بلاد الدُنا تسعى لغَزْوَتنا
وليسَ غير الوغى ياسادةَ العربِ
ألا يسوؤكموا أبناء جلدتنا
لو سادَنا كَذِبا من يدّعي نسبِي
وذلك المجدُ قد داست بغُرَّتهِ
أقدامُ طاغيةٌ مُسْتَعْمِرٌ وغبي
لو كان ذا المالُ مَدعاةٌ لفُرقَتِنا
فما نقولُ إذن في الأصل والنسبِ
لنا الفخارُ بمجْدٍ كان يغمُرُنا
كما لنا الفخرُ أنّا ننتمي لنَبي
وذلكَ الضادُ عنوانٌ لوحدَتِنا
أسبابُ قوَّتنا يا مرحى مِن سببِ
مابالكم عِلْيَةُ القوم الّذينَ خَبت
أصواتكم لم تَعُدْ تحتَدُّ في غضَبِ
نشكو الى الله منكم ماألَمَّ بنا
مما سَمِعْنا من البُهتانِ واللَغَبِ
ذَرُوا المنابِرَ إن كلّت ضمائِرُكم
عن كشفِ زيف اللصوص المُرّ في دَأَبِ
فنَحنُ في مِحنَةٍ ليسَ الخلاصُ بها
إلّا لمَنْ كانَ ذا سيفٍ ومُحْتَرِبِ
سعدي الشنون..