ويعاتبني الليل
كلما أرخى سدوله على الكون
بسبب غيابي المتكرر
وتأخري عن موعد السهر
وتلومني النجمات الباسمة
في كنف السماء
ويروق لها أن تردد على مسمعي :
سوف ينقضي العمر
ولن يتبق من مرورك
إلا بعض من الذكر.
هو الليل، بهجة الكون
فيه يحلو ويطيب السمر
موطن الشعراء
ومقصد العشاق
قِبلة الرهبان والنساك
وملاذ كل محزون ومكتئب
هو الليل مزدان بسنا القمر
وموكب من النجوم
تحلو فيه الصلاة والنجوى
تذرف فيه الدمعات مع الشكوى
وترفع الأكف بالحمد والشكر
يحتضن الغريب المشتاق للديار
والعليل ومنتحب قدر
يضمد جرح المكلوم الغائر
ويبهج قلب من ألمّ به مصاب
تنوح الشموع بين ثناياه
وتزين ظلمة كلِّ مكترب.
ما هالها موتُها البطيءُ
ما دامت تحترق وتُسعٍد
وأنت يا من تعشق الفجر
إلتقط من قطرات الطلّ
واستحم بها ، قبل كل صلاة.
ثم ترقب شروق الشمس
وتدثر بدفءها
واسترح من طول السهر
وكأنك ستعيش أبد الدهر.
لطيفة ناجي