متاهات الحياة.
*
*
تصرَّمَ عهدُنا، و البينُ نادى
فما نقصَ الزّمانُ، و ما أزادا
حياةٌ ما عرفتُ لها صديقاً
تَولَّى الهمُّ ذروتَها، و سادا
متاهاتٌ ندورُ بها لفيفاً
فتَمْحَقُنا جموعاً، أو فرادا
و نشحذُ للمعالي كلَّ سيفٍ
و نغوي ، في مرامينا، الفؤادا
فنغدو ، في شراكِ الدَّهرِ، صيداً
يُؤرِّقُ، في جوانبنا، الرُّقادا
تُؤدِّبُنا الحوادثُ في رحاها
و تَنْجُذُنا، فلا ندري المُرادا
و فلسفةٌ رصعناها بوهمٍ
فما بلغَ المُزَيِّنُ ما أرادا
فلا تأمنْ جوانبَ أم دَفْرٍ
و لو أبدتْ محاجِرُها الودَادا
فكمْ مِنْ فارسٍ أدمى صريعاً
و كمْ مِنْ خاملٍ قادَ الجيادا
و قد يعيا الفصيحُ إذا تبارى
و يظفرُ باقِلٌ فيما أفادا
و هَبْ أنّي وعيتُ شؤون دهري
و قد أفنى المُؤدِّبُ ما أجادا
كأنّا في عبابِِ الماءِ طوفٌ
أضلَّ الدَّربَ، و افْتَقَدَ الرَّشادا
............
بقلمي: د. سمير بهلوان
أرواد في ٧/٩/٢٠٢٢
..........
أم دفر: كناية عن الدنيا
باقل: رجل كان فهاها لا يحسن النطق والبيان
المحاجر: ما حول العين