الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022

Hiamemaloha

ق.ق الحب الحقيقي للشاعرة نادية التومي

 الحب الحقيقي بالافعال وليس بالكلمات

قصة قصيرة

بقلم نادية التومي 


كان الزمن يمر بسرعة البرق، تعوّدا على بعضهما وأصبحتِ الألفةُ والعِشرةُ تجمعهما .


فالحب والمودة التى جمعتهما لسنوات كانت هي الرابط بينهما. 


تتعاقب الأيام واصبح الروتين قاتلاً، كل واحد يعيش حياتها اليومية على حدى يتقابلان في الليل ليجمعهما فراش واحد بارد، كان هاجس العمل وحبه له بل عشقه للعمل هو الشيء الوحيد الذي يستهويه لم تكن عنده أي ميولٍ أو هوايات، يهتم بحياة بيته كأي رب بيت يصرف على أولاده ويوفّر لهم حاجيات البيت هو يقوم بمسؤوليته كاملة ولكن علاقته بزوجته كانت شديدة البرودة ولا يعرف التودد لها، ولا يهتم بقول الكلمات الجميلة أو أن يهديها حتى وردة ولا يحفظ تاريخ ميلادها ولا زواجهما، نادراً ما يقول كلمة حلوة فعمله الشاق لا يترك له المجال ليكون  لطيف لأنه كأي رجل شرقي يحمل في داخله خشونة، وهذا كله نتيجةُ العمل المتواصل بدون إجازة والتي تكون فرصة لتجديد العلاقات بين الأزواج .


مرض الزوج وأصبح لا يستطيع النهوض من الفراش، أخذته زوجته وابنه عند الطبيب فوصف له عدة ادوية وطلب منه الراحة في البيت لكن حبه للعمل وتعنّته جعلاهُ لا يستريح مما زاده الوجع والآلام المريعة مما استوجب إعادته للطبيب الذي وصف له ادوية جديدة اقوى وطلب منه صورة رنين مغناطيسي  ليعرف ما به ، كانت كل خطوة يذهب إليها يطلب من زوجته بإلحاح مرافقته فتقول له اذهب أنت وابنك و دعني أقوم بمشاغل أخرى فيقول لها لا أنا لا أستطيع بدونك فأنت توأمي.


ذهب لموعد صورة الرنين؛ إنتظر كثيراً حتى نادوا باسمه وهو يهم بالدخول طلب من زوجته أن تكون معه... نظرت له الممرضة باستغراب وقالت له :


لماذا تدخل زوجتك ؟ أنت لست عجوزاً أو غائباً على الوجود؟


قال لها بكل فخر واعتزاز :


إنها عشرة العمر وهي تاج رأسي ويجب ان تكون معي في كل مكان


نظرت زوجته باستغراب لما سمعته من زوجها وقالت له :


لماذا أدخل معك لغرفة الرنين مع العلم أنه مكان مخصص للمرضى والمختصين فقط؟


قال لها أنت روحي وحياتي ولا يمكن أن أكون في أي مكان بدونك، أنت الأمان والطمأنينة


قالت وهي تضحك: 


يبدو أنه  يجب أن تجد أحداً معك لتفرغ غضبك وهو يسمعك بدون ردةِ فعل لأنه يعرف كيف يمتصُّ غضبك؟ 


كانت تردد تلك الكلمات وهي تضحك، وكان في داخلها فرحة كبيرة لما قاله زوجها لأنها أحست بحبه لها الذي لا يعبر به بالكلام بل بالأفعال واقتنعت أنه ليس المهم أن تبيع الكلام وتقول أحلى الكلمات ولكن في التعامل مع الناس تختلف وتصبح إنساناً آخرَ لا صلة له مع ما يقوله، وهذه هي المفارقة التى يجب أن تتقبلها كما هي، وأن تتقبل زوجها على طبيعته الحقيقية هو فب خارجه صلب الطباع وفي الوقت نفسه لا يجيد قول كلمات الغزل واللعب بالكلمات أما في داخله فهو طفل صغير حنون، لطيف يحب من يعامله بحنان ويريد أن يلقي الاهتمام من اقربائه، في الشدائد يصبح ألطف البشر لأنه يحب السكينة.


فالحياة بين الأزواج هي عشرة ومحبة ومودة وملاطفة بينهما وكي تطول وتدوم يجب على كل طرف أن يغض النظر عن سلبيات غيره ويرى إيجابياته ليستطيع المعاشرة .


هذا هو الدرس الذي تعلمته الزوجة من هذه الحادثة وتمنت من الله أن يشفى زوجها ويرجع لسالف نشاطه وأن يبقى تاجاً على رأسها ما بقي لهما من حياة.

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :