الكَسَلُ القاتِل
محمد حسام الدين دويدري
____________
أَضَعتُ مَقَابِضَ المِنجَلْ
وتُهتُ مُشرَّداً أسألْ
عَنِ استِفحاَلِ ما ألقَى
وَزَندي قدْ بَدَا يَكسَلْ
ليُصبحَ قاصِرِاً يَسعَى
لِكَسبٍ زائِفٍ مُهمَلْ
فصحتُ: "ومَنْ يُعيرُ يَدِي
أَدَاةً نَصلُها أَفضَلْ
ومَنْ في الحَصدِ يَعضدُني
ويجزي كَفِّيَ المُثقَلْ"
فَهَروَلَ نحويَ العاتونَ
يَنتَهِزون ما يَحصَلْ
فَمِنهمْ مَنْ بَنَى دَاراً
يَلوذُ بِهَا, وقَدْ أَوغَلْ
ومِتهم مَنْ ذَرَا ناراً
تُرَمِّدُ صَبرَنا الأخطَلْ
ومنهم مَنْ مَضَى يَسبي
زُهوراً ظنَّها الأَجملْ
ومنهم مَنْ أَرادَ الأَرضَ
إِرثاً خالصاً أَعجَلْ
فَراحَ مُصَفِّقَاً يَجنِي
ثِمارَ عَطَائِها المُرسَلْ
وَيحصدُ مِنْ سَنَابِلِها
عَطَاءَ ترابِها الأَجزَلْ
ومنهم أحرَقَ الساحات ِ
والواحاتِ والمَعمَلْ
لِأَركضَ ضَارِبَاً كَفّاً بِكَفٍّ
طالِباً مَنهَلْ
وقَدْ أَصبَحتُ في أَرضي
طَرِيدَاً صَادِياً أَعزَلْ
وَصَارَ القادِمُ المَلعونُ
يَسرقُ كلَّ سُنبلةٍ تُعاَتبني
يُقاومني
يُطَارِدُني
ليَطرُدَني....
ولايَرحَلْ
...........
٩ / ٧ /٢٠١٩