لستُ إلا أحمقًا
يَجلس كالعادة
كُل مساء
رافع البصر
إلى السماء
يتأمل من حوله
ما دارَ في ذهنه
وما خط قلمه
طيلة نهاره التَعِس
لست إلا أحمقًا
يُداوي جِراحه
بِقلم وورقة
ويطوِّي دفتر
تلو دفتر
سطورًا مملؤة
بالبؤس والشَقاء
لست سِوى أحمقًا
مازال يظن
أن أبجديته
ستنثر الهَناء
أن حروفه ستكون
بلسم
وكلماته سحرًا
ومفرداته دواءً
وشِفاء
ما زال كُل صباح
يضع قُبْلة
على جَبِين
الزمن الأغبر
ما زال يعتقد
أن الورد
سيفوح عطرًا
أن الحياة
ستكون بِطعم السُّكَّر
لستُ سِوى أحمقًا
يتابع في أخبار
كاذبة
معتقدًا في نفسه
بأنه يستطيع
كتابة مقالة
أو خاطرة
قد تُغيّر واقع مُرّ
ما دخلي أنا
في سـطـر
وقلم ومحبرة
ما دخلي أنا
في ورق
ناصِع أبيض
كان ذات يوم
يَعبق كالعنبر
ما دخلي في وطن
صار كالأخطبوط
مملؤ بالسواد
ويَلدغ كالعقرب
ما دخلي في بلد
بات كالنَّعجةُ
الجرباء
أو كجملنا الأجرب
ما دخلي أنا
في عالم يتنفس
الرِياء
كل شيء أصبح
غامض مُبْهم
صاحبي لم يكن
يومًا مُغرم
ولا أستاذي القديم
بقي على نفس
المذهب
السُوء بات
مطلوب
الفضيلة لم
تعد مطلب
المناخ تغيّر
القلب تحجر
البشر لم
تعد بشر
والكل بالنِفاق
تعطَّر
وأنا صرتُ
مجرد أحمق
قلمي في
الحبر يلعق
يصرخ على
الورق ويزعق
ويقذفني من
ضيق إلى أضيق
كُـل مساء
أجلس هنا
أبكي وأتعجب
أكذب على نفسي
وأقول
القادم أجمل
🖊الحسين صبري