" زقزقات فنجان حي "
ألتمس في هذا الصباح
قطعة من القهوة ' ممزوجة
ببعض الهال ' أو النعناع
كي أكون أنا الذي عرفت '
كي ألبس قصيدتي رائحة أخرى
غير تلك التي تنتشر على الأرصفة '
ومع صهيل الفجر ' و زقزقة الروح
أتلو بعضا من الكتاب المقدس '
ولعلي بعدها اقرأ آخر صفحة
من جريدة أصابها الوسن ' فنامت
' نامت كفتاة لم تبلغ العشرين '
كطفل مازال يتأتئ بأحرف الهجاء '
صوت ناي راع تصم آذان الصدى '
فيبتسم ثم يمضي في الطريق '
طربق الذكريات الملأى بدم الأفق '
كالنبيذ تبدو ' كالوجع ' كصراخ الديك
إن استفاق في غير موعده '
لن أضيف قطعا من السكر ' كي
تبدو المرارة أكثر وطأة ' فتحرق
شفتاي ' تلسع كالسوط ' ثم تتوقف
عن الدوران ' غير آبهة بما يجري '
فهنا انتهى عهد الكثير من الحمام '
وهنا أغلق الباب للمرة الألف '
ألتمس في هذا الصباح ' صدى يأتي
في زحمة الصحف الكثيرة ' والكبيرة '
عله يخترق خبرا ، أو يلتقط فأسا '
كما الفلاح الذي ودع فراشه منذ الفجر '
واخترق كل المحرمات ' لكنه لم يمت ...
ألتمس في هذا الصباح شيئا ما '
لا أعرف محتواه ، أو منتهاه ' ولكن
تبقى قطعة القهوة يتيمة ، فألملم نفسي
بهدوء ' ثم أرمي بها في جلجلة الحياة ...
وليد.ع.العايش
٢٣ / ٨ / ٢٠٢٣ م