الاثنين، 21 أغسطس 2023

Hiamemaloha

لتكن البداية للشاعر عبد الستار الخديمي

 **لتكن البداية**


مع نسائم الفجر المنسحبة من رداء الليل 

ترتدّ الكوابيس الحمراء بقرنيْ شيطان توسّدته وأبى أن يرحل 

الليل نهم كتمساح جائع .. جائر 

يأكل أشلاء ذاكرتي المترهّلة 

يقضم ما تبقى من رغيف عشق آسن 

كل حبيباتي لم يكنّ سوى علامات طريق 

أحجار كيلومترية ثابتة وأنا أمشي

أبحث عن امرأة رمز سكنت كوابيسي 

كانت تلطّف قساوة ما أرى 

كملَك يعطي إشارة 

ويذوي مبتعدا في الزحام دون أن يترك أمارة

وأظلّ أبحث في الزحام 

وأقتفي أثرا لا يرتسم على الاسفلت الخشن

رحل الرمل مع ركبان الليل وحوافر الخيل

حبيبتي ووطني والملائكة احتلوا خرائط شراييني 

والممرات الدفيئة المؤدية إلى النبض 

ولغة الخطاب 

وفأس الحطاب

وخيم اللاجئين من الكوابيس .. 

وسخف النواميس  .. 

وقرع النواقيس..

آه من غيمة بيضاء تتشكل وتعرف أنك بنصف جناح 

تحلّق بخيال وكلام مباح 

ونظرة حمقاء تصتدم بجدار المدى 

آه من امرأة تتناثر أنوثتها عطرا يملأ الأرجاء 

حين تراها يسيل لعاب قصائدك 

وترتخي بك الأرض فتصبح غورا بلا قرار 

وتصاب بالحمّى 

ويزداد وزنك حتى تصبح بحجم شاحنة محمّلة بالحلم وتترنّح سكرى بالأمنيات 

آه من وطن فتح ذراعيه للّئام 

ينهشون بطنه كمن يقضم تفاحة حمراء بشراهة 

يتلوّنون .. يتقوقعون.. يضعون كل الأقنعة على وجوههم المصفرّة

يتلامزون.. يتغامزون .. بنهم النار لا تبقي ولا تذر 

آه من جبل لا يريدك أن تطأ قمّته 

يبخل عليك بإطلالة عابرة عن دموع السحاب 

ما جدوى اللوم والعتاب؟

آه من فراشة تمتصّ رحيقي وتهرب 

أطاردها كالمجنون في كل اتجاه 

وأتعثّر 

وأسقط مغشيا عليّ في خضن غريب عليّ 

في حضن أنثى بطبع الرجال 

باعت أنوثتها في المزاد لكل تاجر ودجّال .. آه ورحّال

تعاليْ لنزرع الود على شغاف القلوب 

ونمحو المسافة التي أرهقتنا بقيد حرف جرّ 

ونبني على رؤوس الطير أعشاشنا 

ونتلو ترنيمة الوجود والخلود.


بقلم: الأستاذ عبد الستار الخديمي من تونس

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :