"يضيع العمر هباء"
يضيع العمر هباء
في خضم الإزدراء
ونقض العهد والولاء
بألوان الحيف والإفتراء.
يا.. ذوي النوايا البيضاء
أصبحتم مغتربين غرباء
في وطن متعفن الأهواء
في زمن أهوج بالعداء
غاب عنه جو الود والصفاء
وخاب في أهله حلم الرجاء،
تفاقم البعد بعقم الجفاء
فأصبح العيش فيه هراء.
وطن أثقلته خطوب الأعباء
بالمضاربة والتبعية الهوجاء
تعددت فيه الوان الأراء
فتبرأ منه العز والكبرياء.
وطن قلة أبنائه الأوفياء
والكثير يبيعونه في الخفاء
في محافل الشؤم والرياء
يعيشون مقنعين بلا حياء
بوجوه تتقلب حسب الأجواء.
والفقير يدفع ثمن الإزدراء
بعيش مقتر مكدر بالشحناء
يطويه الليل بالجوع والعراء
تنخره الأمراض بعقم الداء
يستجدي الشفاء بلا دواء.
ما أهون عيش حياة اﻹزدراء
عند اختفاء المروءة الشماء
في وسط الخسة والبغضاء
وقساوة غلف القلوب النكراء.
كثير من البشر تفنيهم الأعمار
وأحلامهم تتقادف بين ليل ونهار
كلاجئين مغتربين في درب المسار
يقتاتون وهم الوعد وطول الإنتظار
من يحرك خيوط اللعبة وراء الستار؟
من يدير عجلة الرند في سلة القمار؟
لا عليكم كل يأخد نصيبه بكيل الأقدار
ومن رغب الزيادة خلسة فهو الغدار.
بقلم: الشاعر الكاتب الزجال
محمد السوارتي الادريسي .