عالجْ طيفيَ الشارد
أنا في قصتي سارد
بجو للهوى بارد
أنا نهرٌ من الأحلا
مِ في مكنونِكَ الوارد
تعالَ وسوِّ لي قلبي
وعالج طيفيَ الشارد
أنا شريانُكَ الأبهر
وحسٌّ لم يزل حامد
أنا بحرٌ من المبكى
ودمعٌ في الهوى رافد
فحرّك ياهوى قلبي
وهيّج حسيَ الراكد
فكم هجرٍ يمرِّرُهُ
وكم دمعِ له شاهد
شعرتُ بأنّكَ الأقرب
شعرتُ بأنّكَ الوالد
شعرتُ بأنّكَ السجّان
كالمجلود والجالد
شعرتُ بأنّكَ المغرور
ما كنتَ الفتى الراشد
شعرتُ بأنّكَ القعقاع
عن هذا الهوى ذائد
ومرّاتٍ هنا السلطان
والمصباح والمارد
ومراتٍ أرى المنقاد
لكن في الجوى قائد
شعرتُ بأنّكَ الأستاذ
والمنقود والناقد
وأحيانًا أرى زهدًا
وصوفيًّا بها عابد
تصيّدَ قلبيَ الملهوف
ما زلتَ الفتى الصائد
فلي آهٌ تطببُها
دموعُ العاشقِ الواجد
وَثَبتَ كفرقةٍ هجمت
وإنّي في الوغى واحد
طلبتُ معونةً منه
وصاحت مهجتي ساعد
وصاحت مرةً أخرى
إذا جئتَ الهوى واعد
تعوّذ من جوى يؤذي
ومن شرِّ الهوى الحاسد
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري