مقال عن الحنين
عندما يطرق ناقوس الذكريات مع فتح صندوق الأيام ، سيطرق الحنين باب القلوب ، ليبدأ الألم والشوق يتملك الشخص ليجلس على شرفة الماضي يسترجع الأحداث مع معاناة تتملكه مرفقة بحزن شديد و الشعور باليأس ليذرف دمعة حارقة ، وتهب رائحة الحنين عند هبوط الظلام والسهر تحت السماء مع النجوم ليزداد وجع السنين .. ..
والحنين إما لأشخاص فارقهم أو لأماكن معينة كتب فيها ذكرياته وحفر اسمه على جداره ، ابتعد عنها لسبب معين ، أو لإنسان مقرب له ، مع مكانة مميزة ارتبط به وكان المصير الفراق الأبدي....
عندما يتصفح الإنسان كتاب الذكريات يبقى ساعات طويلة وهو غارق بين السطور لايشعر بمرور الوقت وعندما يستيقظ يشعر بسعادة كبيرة مع دمعة في العيون تأبى النزول على الخدود ، وابتسامة على الشفاه مع تنهيدة طويلة ، إن الزمن الذي حكم بالفراق وقتل حلم اللقاء ، لتختفي الإشراقة الجميلة والنور الذي أضاء الحياة ليسيطر الحنين مع خذلان للقلب الذي أحب بإخلاص.....
الحنين ان تبكي على أمر ليس منه أملا فهو بعيد عنك بعد النجوم ، فلا فائدة من حب شخص لايعرف الوفاء ، فيزداد الألم في القلوب ...
لاتندم على الحب والفراق لأنه مكتوب لتبقى الأشواق ماكثة في القلوب ، ويحتضنك الحنين لايفارقك مع جرح مهما تماثل للشفاء سيبقي ندبة تذكرك بالماضي.....
لقد منحت الحب بكل إخلاص ووفاء وأعطيت وكنت في قمة العطاء ،والطرف الآخر قابلك بالحب والوفاء ، لتعيش أجمل الأيام معه ،لكن المكتوب هو الحكم ، كتب لكما الفراق .....
لاتحزن على حب ضاع ، احتفظ بالذكريات الجميلة ولو تملكك الحنين ، دع القلب حافظا للأسرار ، عش الحاضر مع محاولة نسيان الماضي ولو دق ناقوس الحنين .. ..
هيام الملوحي