هسيس
نفخت في ناي الوَصَبٍ
تراتيل النجوى والحنين
تسربت من خرم القصب
حاّرّةً تنهيدة الأنين
كنت كالصخر صعب المراس
كالبحر عنيد الحواس
حتى أصبت بسهام التوق الدفين
كلما هممت بالبوح
أعود لأمسح عن البياض
شكل الحرف المبين
كلما أخفيت لهيب أحاسيسي
طفا على السطر طيف
هل منه وجه القرين
بانت على صفحة العمر
نجاة ، سناء تنير سواد
الليل الكئيب الحزين
غنت كحمامة الأيك
بالشجا غردت كأنني أعرفها
بعدد ما مر من السنين ..
اتّئٍدْ أيها الوامق
العاشق
الغارق....
أيها الطين المحاصر يا أناي
بالوصايا وبالزمن اللعين
لا تحدثها عن سرير الوجع
عن سيرة الفجع
قد توقظ الفتنة في هشيم اليقين
حدثها عن صفاء الشغف
مقيدا في رصيف البعد
ثم امسح ما كتبته
عن شعورك الرصين
قصائدي المدججة بنيازك الصدق
تهرب إليكٍ خجولة
فعلقيها على صدرك
في وجه الريح
العاصفة من للشمال واليمين
إن قلت أحب ، أشتاق
يشتعل الحريق
أمسي الظنين والغريق
إن امتلأت بك شوقا
يتعقبني سيف القبيلة
وحد السكين
امسح ما كتبته
لم تعد للٌّجنيْن بشارة الجنين
هذا النزوح هذا الميول
لا يليق بك تعلقا
الحٍنَّةُ تهمة
الصبابة هاهنا نقمة
تذوقُها ككأس الرجين
ذنبك أيها الظل أنك عشقت
والذنب أن يموت
بداخلك الحلم المتين
كم مرة كسرت على القرطاس
أصابعك الحالمة وانكسرت
كم مرة أحرقت مراكبك واحترقت
كم مرة فتحت باب الوجد
لكن لما رأيت العواطف
تسح نفاقا مينا
سرعان ما خرجت
كم مرة اشتقت
اشتقت لمن تشبهك لوعة
لمن تستجير بالنبض الفطين ؛؛
لا سبيل لك لتطرق بابا موصدا
مسيجا بالألغام
اترك الرّشمَ عن بعد بهاء
فما التي انتقيتها وردة
إحساسها بالضنين ،
مد يدك للعابية
أضناها العذاب
أضناها الغياب
أضناها العقاب
قد تورق زهرة اليقطين
ارفع عينيك للنّاهور مليا
قد يتساقط مزن الهوى
حبب التجلي على الجبين
اصنع من لفافة تبغك
دخان التشهي
وكن اللٍّذ تلك زنوبيا
ستظل ملكة على عرش الهيام
ستظل أنت تسكن قريبا
قصر دهشتها كالسجين
كن يا أناي كالمكامع
ليحبل الوصل بالأنغام والرنين
محمد كابي
الجديدة : 20/يناير 2024
منتصف الليل