[ خلود المعجزة ]
بقلمي : من البحر الكامل
================
الصّمتُ ظُلمٌ و الكلامُ يُتاحُ
و الليلُ ولّى و الصباحُ رباحُ
كيفَ الشَّوامخُ تستَكينُ مع الرّدى
و سكوتُها فوقَ الجِراحِ جِراحُ
يا أُمَّةَ الثَّقَلينِ ماذا بَعدَها
الدّارُ ثكلى و القلوبُ نُواحُ
و إذا أردنا أن نُحَلِّقَ لِلعُلا
نَبَتَ اليقينُ بِجَنبِنا و جَناحُ
و إذا تَسَنّى أن نُحَكِّمَ عَقلَنا
يأتي لنا طَيَّ الغَمامِ سِلاحُ
فَلَنا مِنَ الإِسراءِ فَيضُ عَزائِمٍ
تُهدى و تَهدي للكرامِ صلاحُ
جَلَّ الذي أسرى بِنهجٍ دَلَّنا
رَغمَ المظالِمِ كَم يجيئُ فَلاحُ
اليأسُ منبوذٌ يُنافي شَرعنا
و يَحُلُّ بالصّبرِ الدَّؤوبِ نجاحُ
ما أشرقَ الإيمانُ في أرضٍ أتى
إلّا و صارت للنفوسِ رواحُ
و الفارسُ المِقدامُ ما قَصَدَ المدى
إلّا و هَبَّتْ في الشِّراعِ رياحُ
في الليلِ أو وَعرِ الدروبِ و طولِها
ما ضَلَّ في نَيلِ المَرامِ كِفاحُ
في وَطأةِ الإقبالِ قد غابَ الزّمَن
بَلْ و انطوت عِندَ القُدومِ بِطاحُ
نيرُ المظالِمِ لا يدومُ لِثائرٍ
و تُضيءُ في حَلَكِ الظَّلامِ صِفاحُ
لا تَحسبَنَّ السَّعيَ يورِفُ ذِلَّةً
إنَّ الجِهادَ على الثُّغورِ وِشاحُ
الشَّهمُ يجلو و المُراوغُ بائِنٌ
سيماهُما عِندَ الخُطوبِ وِضاحُ
أيَنامُ في أرضِ الكِرامِ حُماتُها
و الزَّحفُ سَيلٌ و الرِّكابُ جِماحُ
تأبى المَهاجِعَ في الشَّدائِدِ ثُلَّةٌ
أجسامُها عِندَ اللزومِ رِماحُ
ما دامَ ظُلْمٌ لو أُطيلَ بِليلِهِ
آتٍ على مَتنِ الصَّليلِ صَباحُ
سليم عبدالله بابللي