بالله عليك أجبْ....
أ حقا ابتلع اليمّ صخب
وعودنا ؟...
أ حقا طُمس وجودنا ؟
أ حقا سرقتنا فصولنا
قبل موسم الحصاد ؟
و أنا أقتلع دهشة الكلمات
من شريان المعاني
لتُصبح أحلامنا لوحة
خرافية عارية
باهتة الألوان
كنت جادّة،
عندما حرضتُ رياح الأنواء
و وعدتها بإعصار يليق ،
ليجرف تربة عشقنا الضرير
كنت أسأل خطوط كفي:
أحقا هو فارسي ؟
أم كنتُ له فقط مزلاج
باب مهشمة
أو تربة غير صالحة لمعانقة
الأقحوان
مالَ ك سنبلة فارغة
الشق
انزوى في أول منعطف
و تاه زورق يقينه
حسبته طوق نجاة
فكان لي مقصلة فناء
أطبقَ بملء قوته
على جيد سذاجتي
لم يُسمع لي صدًى
سوى حوافر غياب
متورمة الخطى
و حفنة أحلام ممزقة
المدى
تخطو عليلة على غير
هدى
حتى تلك الرابية
التي احتضنت صخبنا
صارت قفراء عتمة
نثرت آخر زفرة
حماقاتنا ،
همساتنا
و أحاجي مساءاتنا
لم تعد تصلها أشعة
صدقٍ
تراها تهدهد عويل
الهجر
الممتد في أقاصي
الضلوع
حتى الجواد الذي امتطيت
صهوته بغنج ،
كنت أمرر بأناملي على رأسه
بحنو ،مغمضة العينين
كان من خشب
براعة الحكايا و الأساطير
المطرزة ،
أغرقت قفصي الصدري
هوت بي إلى قعر المتاهة
صرتُ أهدي محمومة
أطوي الصمت أُرْضعُه
عبرات من هشيم
أما سمعت دبيب قلبي
يجول بين أروقة
الغياب ؟
أما لوّح لك شوقي برؤوس
أصابعه المبتورة ؟
بالله عليك ...أجبْ
حنان الفرون/ بلجيكا