الأربعاء، 8 مايو 2024

Hiamemaloha

ق.ق أحلام مؤجلة للأديبة سميا دكالي

 قصة قصيرة 📚


أحلام مؤجلة 🌄


تهفو حياتها الآن لشذرات من الماضي لم تمحيها السنين رغم توالي الأحداث، ففي ذاك الزمن كانت رؤيا طفلة فيه بدأت تحلم لترسم بريشتها عالمها الخاص، كم تمنت من أحلامها أن تظل بجانبها إلى أن تكمل رسمه، ما تشعره الآن في حاضرها أن أحلامها تلك التي وثقت بها طول مشوارها والتي ظلت وفية لها، وهي تمشي وإياها على نفس الطريق بدأت تتلاشى، لقد كبرت رؤيا الآن وأصبحت أما لأربعة أطفال، ولها زوج ما عاد قادرا على أن يعارك الحياة بعد إصابته في آحدى المعارك لقد كان يدافع عن وطنه كما قيل له، وإن كان لا يدري هل عن الوطن ام عن أطماع الأقلية هو الآن على كرسيه مقعدا، كما اختار ركنا في البيت أو العكس هذا الأخير من اختاره ليرحب به كصديق له إلى أن يمل منه يوما.

ما ظنت أن شيئا سيعوق مسيرتها، حالها الذي تغير فجاة جعلها لم تتمالك، حدّ البكاء وهي تنظر لأحلامها بنظرة انكسار فواحدة من بينها خذلتها في زوجها الذي كان سندا لها في تلك الحياة، سألتها بنبرة حزن:

- ألم يكفيك أنك مكثت في مكانك ثابتة ماوددت أن تتحركي وتقتحمي المُحال، لِما أسقطت حلما حتى أوقعت زوجي أرضا؟

خيم صمت على أحلامها لم تتفوه بكلمة، كانت تنتظر فرجا وقد ملت زمنا طويلا وهي قيد الانتظار، كم تمنت من لحظة أن تخترق بوابة الزمن لتأخذ بيدها وتخرجها من ذاك الجب العميق. فتنعتق معه روحها إلى العلياء وتسمو بنفسها حيث الصفاء.

نظرت رؤيا إلى أولادها الذين كانوا نائمين، ابتسمت واطمأن قلبها بعض الشيء، لقد توسمت فيهم خيرا أحلامها الآن هي ملكا لها ولهم، نجاحهم سيكون نجاحها، وغايتها تكمن في وصولهم إلى غاياتهم، مازال هناك أمل لتغيير الواقع. توسلت هذه المرة إلى أحلامها أن لا تخيب رجاءها. الآن تحيا الآن بعيون أطفالها متطلعة إلى الغد، وأسئلة عدة تروادها: 

- ترى هل الغد سيكون أجمل من حاضرها الذي سيغدو ماضيا؟ وهل سيستطيع حلما من أحلامها أن يتصدى للكمّ من العواصف التي تعصف بها بعض الأنفس المريضة دون رحمة؟

- وهل ستأتيها حقا بالأمان ليعم العالم الذي ما عاد السلام موطنه، بعد أن أعلنوها حربا فاشية على الأرض؟


مدت رؤيا يدها إلى الغطاء لتغطي أطفالها من البرد وأطفأت النور، أخذت سريرها حاضنة أحلامها بحنان، وبداخلها شيء يخبرها أن الغد سيكون أفضل، ما عليها سوى أن لا تترك تلك الأحلام منسية في حقيبة زمنها بل ستدافع عن ما تبقى منها وتقطفها حلما حلما ولو بالغصب حتى تهزم الواقع المر، وتجعل من الحلم حقيقة.


سميا دكالي

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :