العقل وسكون الليل......
لقد حل الليل وبدى على الكون السكون فتعالت أصوات نقيق الضفادع في المياه الراكدة وهي تقول بأناشيدها هيا لنمرح ولينادي كل واحد منا على أليفه
قبل أن يطلع الفجر وقبل أن يأتي الإنسان ... إننا الآن ناشطون في الغناء ونريد أن نرفع من أصواتنا حتى يعلم العالم الساكن هذا أننا من الأحرار . ما أجمل الظلام والسكون يُخيم على هذه المياه
فهنا يستطيع المنفرد أن يجد
نفسه ويطير بفكره إلى الفضاء
كأن له أجنحة يحلق بها في الأفق البعيد حيث يجد الراحة
التي لا تشوبها شائبة ولا يخالطها
شك ....! إن العزلة والإنفراد يُولدان العقل السليم ففي العزلة
ينشط الفكر ...! إن الإختلاء في
الظلام لهو خير من ضوء الشمس
التي تُريك التناقضات وأوشاحها،
فلتكن وحيدا كي لا تمسك عناكب الآخرين وترى نفسك بعدها مُحاطا بخيوط لا خلاص
منها فتندم على ما قَدِمت إليه .
فالعزلة هي الخلاص الوحيد الذي
يجعلك سعيدا طوال الزمن ..
إنهم يأخذون كل ما جنت يداك
ولن يهبوك سوى .... حياك الله....
رجل كريم...! إن الجوع أفضل من ملأ البطون من فتاتهم العفن ...! كن جائعا ولا تمد يدك
لهؤلاء ، فالجوع صحة للبدن وصحوة للزمن .. إن لحظة الإنفراد تجعل العقل يطمح فيها
للبحث عن الحقيقة ولو كان ذلك
من صنع الخيال . في هذه اللحظة تجد كل عضو في جسدك
متفاعل معك في التفكير وهنا يبدأ البحث الصادق عن سبل النجاة من براثن الخداع ومن الذين يوهموك بأنهم نبلاء هذا
الزمن . إن السبيل الوحيد للصعود للأعالي هو الإرتقاء بالنفس كي يرتعش الجسد ويُصبح شُعلة نشطة ويبدأ بإضاءة العقل كي ترى كل ما يدور حولك من خير وشر .
إن الروح هي التي تُحيي الإنسان
إذا كانت هذه الروح خيرة فلا
سبيل بعد ذلك بالرجوع
للخلف . وهكذا يصبح الإنسان
عبرة للخير ويشق طريقه بنجاح.
سالم المشني..... فلسطين..