الاثنين، 7 أكتوبر 2024

Hiamemaloha

لاتطرق الأبواب للدكتور محمد حسام الظين دويدري

لا تطرق الأبواب

محمد حسام الدين دويدري

________________

أمام شاشة غزت مرابض اليقين

نذوب مرغمين

وندّعي بأننا في عمقها صدى

للشوق والحنين

أمامها ندوب كل يوم 

 مثل شمع حائر حزين

ونصرف الأيام في تسارع رهين

على مسارب اللقاء بين الآهِ والأنين

أمام زحمة الشاشات كل ليلة يشدنا الحنين

إلى حكايا جدّةٍ بقلبها الرصين

وبسمةٍ لوالدٍ مضى على عكازهِ 

في زحمة السنين

أمامها نفيق كلّ صبح مثل كل الناس باسمين

نصبّ قهوة الصباح  رغم مرّها المملوء بالسواد

ونقرأ الأخبار في حروفها التي غدت بلا مِداد

نطوف مابين القبائل المزهوّة بنكهة الضاد

وأنغام التفاخر بالحدود المشرئبّة

 في مساحات البلاد

بين زعم المجد والإرث الملطخ بالحداد

مدّعين بأولوية رقعة الشطرنج 

 عند البيدق العصريّ في المُلْك المشاد

لنحتسي مرارة الأنباء 

 مع إدراكنا لندرة الحصاد

في أرضنا التي غزاها  القهر والجراد

ونحن في عناد 

نعاقر الأوهام حيث نشتهي

في نكهة الجهل بعقل أدمن السكر

فأقصاه الرشاد

فأمحلت وأقفرت في هجمة الغزاة والفساد

لتعترينا كلّ صبح حفنة الظنون

تصبّ فينا حسرةً لا تعرف السكون

نلوكها في غصّةٍ

ونبلع الأنين

        *        *        *

وتمضي الشاشة السوداء فينا حيثما نكون...

وربّما  في صحوة نسائل الضياء:: من نكون...؟

هل نحن من  أرادنا الرحمن رحمةً لسائر البشر...؟

وكيف صرنا لقمة يلوكها القدر

ألم نكن فيما مضى منارة العلوم....؟

ووثبة الغيوم

ووعد من يعيش الحبّ في مدارات النجوم

وقِبلة لكلّ  من أراد العدل  والظَفَر...؟

نعيش في سلامنا

نغازل القمر

ونحرث الأرض فيربو ظلّها العَطِر

ويكبر  الشجر

فنملأ الأحلام  بالآمال  حتى يهطل المطر

وتنتشي الغصون  والطيور والزَهَر

ويكثر الثمر

        *         *          *

مكثت بين  حسرتي ورشفة الفنجان

محاولاً إعادة استجلاء ما أراه من دخان

ومن دمار بات في مرابع العرب

فزارني طيف حزين يقرع الأبواب

 محاولاً إذابة الجليد في الوطن

ليرفع الصراخ فينا: هيا أبها العرب

تقدّموا وحققوا آمال من ذهب

         *          *          *

لا تطرق الأبواب... لا يا سيدي 

فالكلّ نائمون

لكنهم نسوا في غفلة القرون: كبف يحلمون

وكيف يأملون

وكيف بضحكون

وكيف يقرأون... بل وكيف يكتبون

وكيف يصنعون فرحة الأطفال بالصباح

وكيف تورق الغصون

فهم يريدون البقاء بين لهوهم 

والتيه والمجون

وصمت قهر صارخ  في أتعس القرون

لا تطرق الأبواب

واعلم  أنهم أشلاء من يهون

تسمّروا في حانة التاريخ غافلين

والعالم السحريّ يغلي لاهثاً يسابق القدر

فأصبحوا  رهائن التراب والحفر

أحلامهم بطونهم

وعيشهم سفر

...........

٦ /  ١٠ / ٢٠٢٤

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :