رســائــل مــن الــبـحر (2)
16/20/2021
لـطالمـا كـنتُ اكـتبُ .. لكَ رسائـلاً
بـريدها البحر وصفحاتهارمـال
الـشــطـآن
تـرىٰ أكـان الـمـوج يـحملـهــا لـكَ؟
أم أنـه كـان يمحوهـا وتـُعَـمَــدُ
بـالـنسيــان
وأذكــر كـيف .. كـانـت الـنــوارس
تبكي عند كل رحيل أومغادرة للـمـكـــان
ويـثور البحـر .. وتـقتتـل الأنـواء
وتضيع اركان الفصول ومعالـم الــزمـــــان
فالـمحـار يـنـدب .. مــوج الـبحــر
واللألئ تبكي غابـات مـغلـفـة بـالـمرجـان
وعـرائس البحـر تـجـري بـمراكـب
تجرها أسمـاك مذهبـة بـشتـىٰ الألـــــــوان
فكل المراكب صبحا بـراقة كالـسنا
تـعانق الـدفء .. من بـواكـيـر نـيـســــان
ويـرقـص الـربـيـع .. جــزلا فــــي
قلب المحار كياسمين الروض والأقحوان
يـعانـق الـمـوج .. عـنـد كــل مـــد
ويتكشف عند.الجذر كـأوراق الـبـيلسـان
تترننح مصلوبة علىٰ أشجـار لهــا
تعاند الأنسام برشاقة في كـل
مـــكــــان
وتـغَني للريح .. معـازيـف رائـعــة
تهـدهـد صفيرهـا .. بـأعـذب الالـحـــان
وأنت تسكنين قمقما كمارد ينتظر
فـك أسـره الـطويل لـينطلـق
كالدخـان
ولتتنسمي عبيـر الـحرية خارجــا
وتغمرنا الأشواق ويعم الحب الـمـكـــان
فإن اجتمعت أشواقي وأشواقك
تـفجـر الـمكـان وغـدا لـهيبـه كـالبركـان
محي الدين الحريري