الثلاثاء، 18 أبريل 2017

Hiamemaloha

(  بائِعَة الوُرود  )
بقلم * عبد الكريم الصوفي * 

أسيرُ مُغرَماً في دُروبِها  

كَم تَشوقَني رَياحينها 

وأعشَقُ  كُلَّ  آجامِها 

ها هُنا سَوسَنَةٌ  قَد أسبَلَت لي جَفنَها

وَزَنبَقٌ  يَنثُرُ الأريجَ قُربَها 

والزَيزَفونُ  كَم  يُرَتِّلُ  لِلغاباتِ نَشيدها

تُجيبهُ الطُيور …  بِزَقزَقاتٍ من عزفِها 

فَتَرقُصُ الروحُ  عَلى إيقاعِها

والزهور  كَم حامَ الفَراشُ فَوقَها 

بِساطٌ منَ السُندُسِ يَكسو أرضَها

أرنَبٌ يَلعَبُ في الجِوار …   لا يَرغَب بالحِوار 

يَتَوازى بَينَ الشُجَيراتِ في حَذز 

يَستَشعِرُ الخَطَر  ...

وفي الجِوار.…  ثَعلَبٌ مَكَّار 

طَبعهُ غَضوب …  يَشوقهُ الوُثوب

يَكمُنُ في حَذَر 

والأرنَبُ اللَّعوب …  يُسرِعُ بالهُروب 

وإلى اليَمين …  غادَةٌ تَجمَعُ الوُرود 

تَصنَعُ  باقَةً منها…  ولِلرَوضِ ثانيَةً تَعود 

في سَعيِها لا تَستَكين  

دَنَوتُ مِنها …  ألقَيتُ السَلام 

رَدَّت  السَلام …  بِنَظرَةِ وإبتِسام 

قُلتُ : ألا تَخشَينَ شَوكِها المَلعون ?

قالَت : يَلينُ بَينَ أنامِلي  كالدُهون

قُلتُ  في سِرِّي : يا لَقَلبِيَ المَرهون

قُلتُ : وَلِما كُلُّ تِلكَ الورود ?

قالَت :  أبيعَها في السوقِ …  لَها مَردود

قُلتُ في سِرِّي :  كَيفَ يَشقى الجَمال ?

لَم يَهن عَلَيَّ  أمرَها …  فَسَألتَها :

بَيتي كَبير تُحيطهُ الزُهورُ والبَيلَسان لَهُ سور

هَل تُرافِقينَني إلَيه ?

قالَت : وما شأنيَ فيه :

قُلتُ :  مَليكَةٌ  فيهِ تَحكُميه 

قالَت : وهذِهِ الزُهور  ما أصنَعُ بِها ?

قُلتُ : لِلفَراشاتِ  نَترُكَها 

سارَت بقربي سَعيدَةُ  تَقول :

هَل يُحيطُ بَيتَكَ الزَهرُ والبَيلَسان ?

قُلتُ :  بَلى …  فَرِحَت وأطلَقَت لِخَيالِها العَنان

سارَت بِقُربي سَعيدَةً …  في أمان 

قُلتُ في سِرِّي  : يا وَيحَهُ اللِّسان 

بقلمي

المحامي. عبد الكريم الصوفي

اللاذقية.    .....     سورية

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :