{ وجه من هلام }
بقلم الكاتب الصحفي علاء الغريب
يخالجني شعور
أني أمشي عكس التيار
وإن غبار كوني
نفخ بسُحبِ أفكاري
الشاردة على عُشب
سنين صومعة الروح الحُبلة
بأحلامِ وردِ الوعدِ المتنسِّك
ولم يعد لمرآتِها
وجه يُشبه وجهي
وإن أشعر بقسماته
أصبحت كوجه الظنِ من هلامٍ
2.........
يا أيها الغلام
المتمرِّد في داخلي
قل لي
هل خرس الكلام
وذابت شموعه
على أدراج أقبية حرفي !؟
وغار زبده في بحر ليلي المتلعثم !؟
3.........
لم أعد أسمع
ذاك الهمس البهِيُّ المتخفِّيَ
الآتيَ من بين أفنان الروح
وما عادت صوت مزامير الوعد
تلاحقها دعسات
خيول أفكاري المتهالكة
المتبعثرة بكبوة القدر الممغنطة
التي تجذبها وتجندلها
الى وهاد النفس الملتهبة الصامتة
المنتفخة بأورام الحياة
العامرة بشياطينها العابثة
المرتجفة المرتعدة من مسِّ
طهر عصاة ( موسَ )
كي لا تفقد نار الوسوسة
4........
هل هذا هو البلاء
بأن تشعر إن نسائم روحك
ما عادت تُلامسها يد الريح
ولم تعد تُمارس جنون الخيل
في ميدان السماوات
ولم يعد صهيلها يوقظ غفوات ثرياتها
ولا وقع سِهام حوافرها
يُرهب مناديل السحاب
5........
هل شعرت يوما" إنك
تمشي عبر طريق الجلجلة
تبحث عن نصفك الآخر
مُدرَّج بدمائك الباكية
وأنت تحمل على كتفيك خير الأرض
وإن سيف القهر
قد شطر وجهك الى نصفين
وأصبحا نقيضين متنافرين لا يلتقيان
وبينهما هوّّة من الأوهام
6........
يا أيتها الألوان الهاربة من وجهي
الى رقعة شطرنج
لتخوضي معارك عبثية خاسرة
إن دم وجهي قد تجمَّد
عودي موجة بحر دافئة
وانثري ياقوتگِ ومرجانگِ
على شواطئ وجهي المتعب المُتلبِّد
عودي ... ولملمي تمتمات وجهي
قبل أن تأخذه وجوه الدهريين الملحدة
عودي الى حقيقتي
فإن الروح هائمة
والفكر ضائع يسبح
ما بين سدم الأبيض والأسود
علاء الغريب / كاتب صحفي