لمَ البغضاءُ
بقلم الدكتور أسامة مصاروه
وَمَنْ يَكُ ذا نُهىً فظٍّ حقودِ
يَرى كلَّ القباحةِ في الورودِ
وَمَنْ يَكُ ذا هوىً كهوى الذليلِ
سيقضي العمرَ في حُفَرِ الوجودِ
وَمَنْ يكُ ذا مزاجٍ غيرِ صافٍ
يصدّ الناسَ بالكَلَمِ البليدِ
وَمَنْ يكُ ذا هوان مستديمٍ
يُرى بينَ البريَّةِ كالعبيدِ
ومنْ يحيا بلا أدَبٍ وَعلمٍ
سيهوي تحتَ مُنحدَرٍ شديدِ
وإنْ زادتْ وقاحتُهُ غُلوًّا
نهايةُ كلِّ فظٍّ في صعودِ
ألا مَنْ كانَ ذا خُلُقٍ عقيمٍ
ينمُّ لُغاهُ عنْ قلبٍ حقودِ
كما أنّ الّذي عشِقَ التباهي
مريضٌ مثلَ مُحتقرٍ حسودِ
فما بالُ الّذي جَهِلَ التصافي
أليسَ الخيرُ في العملِ السديدِ
أليسَ المنطقُ الصافي الصريحُ
صفاءَ الروحِ بالخُلُقِ الرشيدِ
ألا يقضي النقاءُ كما الصفاءُ
بأنّ الخيرَ في الوطنِ السعيدِ
لِمَ البغضاءُ يا وطني الحزينُ
ألا نحتاجُ للظَفَرِ الأكيدِ
ألسْنا في الحضارةِ أهلَ مجْدٍ
ذوي شرفٍ وتاريخٍ مجيدِ
---------------------------
د. أسامه مصاروه