___{{عكس الإتجاه}}____
بقلم الشاعر رضوان عبد الرحيم خضر
مَلَّ اليَرٰاعُ مُدَوِّناً لمَعَاني
------- ومِنَ البحورِ كَذا منَ الأَوزٰانِ
والشِعرُ قيدٌ مُرْهقٌ بشروطه
-------- عَرَبٌ أَلِفْنا سَطْوةَ "السلطان"
ونلوذُ لوْذاً بالحروفِ تهرَّبا
-----------في أبْجديَّاتٍ بذي أحزان
بعض الجراحِ قصائدٌ مهزومةٌ
-------ومنَ الشجونِ بقيَّةُ الأشجانِ
كلُّ البُحورِ تَجرُّنا نحو الأسى
----لا فرق في المضْمون والعِنوان
فبسيطها وطويلها بمتاعبٍ
-------ونخوضها سعيا الى السَلْوان
فَلْتَسْمَحوا لي أنْ أُزَوِّقَ أَحْرُفي
------------في مَلْمحٍ مُتَغَيِّر الألوانِ
وحكايتي من واقعٍ متحجِّر
----يُشْقي جُمودَ الفِكْر في الإنسان
يبقى "المُسمىٰ" قائماً مُتكرِّساً
---------وكأنَّهُ الدستورُ في الأذْهان
بعضُ المعاني ينبري نظَريَّةً
-------وَقَصْيدتي عن عَالمِ الحَيْوَانِ
بَيْن الأُسودِ وَبين جِنْسِ حَمِيْرِنا
--------فَحْوَىٰ الكَلامِ مُعَقَّد البُرهان
تَحْظى الأُسود مَكانَةً في وَعْيِنا
-----وَلهاَ مِنَ الأَوْصَافِ سِحْرُ بَيانِ
تُدْعَى"المُلوُك"َ هُناكَ في غَاباتِنـا
-----وَبِها التَوَحُشٍُ مُنْتهىٰ الإِمْعانِ
وَقَوِيَةٌ جَبَّارةٌ وَشَبيْهةٌ
----------- لِمُلوكِنا في غَابة الإِنسانِ
كَمْ نَعشْقُ الآٰسٰادَ تَقْتُلُ غِيْلةً
--------مَعَ سَبْقِ إِصْرارٍ ودُونَ هَوانِ
وَبشَاعةٌ في مَنظَرٍ مِلءَ الِدمٰا
-----------في قَتْلِها لِفَصَائِل الغزلان
وَتُمَزِّقُ الأَشْلاءَ مَحْضُ رُعُونَةٍ
----------مَجْبُولَةً بِالفَتْكِ وَالعُدوٰانِ
مَاذا تُفِيدُ أُسودنا ياقَارِئِي
--------- فَنُبَجِّلُ الأحوالَ بالإمْكان
وَتُصَفِّقُ الأَيْدي بِلا سَبَبٍ فَقَطْ
------- لِلْمُسْتَبِدِّ يِزِيدُ في الطُغْيانِ
تَلْقَىٰ الحَميرُ مَهانَة وِغَبَاوَةٌ
---وَهي التي نَفَعَتْ بَني الإِنسان
حَمَلتْ من الأَثقَال وقْع حُمُولةٍ
----في صَبْرها فَاقَتْ جَمِيعَ رِهانِ
وَلَها المَقالِبُ تَحْتَفي بِتَعَمُّدٍ
-----تَجْري مع الأَهواءِ طُولَ لِسانِ
فَاسْتَمْتِعوا في قُوَّةٍ وَحْشَيَّةٍ
-----في سطْوةٍ معدومة الإحْسانِ
أَسَدٌ يُمَزِّقُ بِاللحُومِ وَليمةً
--- وَحِمَارُنا المِسْكينُ في المَيْدانِ
فَكَذا نُقَارِن مَا نَرىٰ بِسذاجةٍ
---------- بِمَداركٍ تخلو من الفرقان
ويْحُ النُهى لايَسْتنيرُ بِعِبْرةٍ
----------وَيْحُ الحَميْر قَويُّةُ الأبدان
وَلَها مِن الأَعلاٰفِ تِبْنٌ يَابِس
----------وَعِصِيُها تَقْسو بِلا عِصْيان
رضوان عبدالرحيم
َ