بين أحضان الطبيعة
بقلم الشاعرة سميل دكالي
لي هسيس مناي بين أحضان طبيعتي
وشوق لأزهارها وهي فوق الثرى
يا لأريجها المنتشر بين حبيبات طلعها
وهي تعبر آنافي إلى أعماق فؤادي
تملأني عطرا فأمتلي حياة
بل ألبسها فأغذوا زهرة ندية
زهرة بين يديها وهي في ربيعها
فأرتوي من كأسها نخب عشق
عشق كان ومازال ولن ينتهي
كلما شق عباب الإكتئاب زوابعي
أهب مسرعة أطرق بابها لتضمني
لم تبخل علي يوما بعطرها الفواح
ولابخرير مياهها المتدفق بين الجداول
ولا بروعة غروب شمسها الأخاذ
حتى عصافيرها تستقبلني بتغاريدها
وهي تشدو كل ألحان الطبيعة دون ملل
باتت تعرفني وتعرف حاجاتي لها
وأني ماجئت إليها إلا هربا من البشر
هربا من وحشة الآنسان وطغيانه
لم أحسد أحدا يوما فليس ذاك من طبعي
ولكن حسدت حي ابن يقظان
لما علمت أنه عاش في جزيرة منفية
وبين حيوانات الغابة شب ونما
وأمه كانت ظببة فأرضعته لبنا
حتى أغذقته عطفا وتطبع بطبعها
فعاش حياته على سجية أهل الغابة
يقال أن لامكان لأحد في الغابة إلا للأقوى
فكيف إذا حمت هذا الضعيف حتى نما؟؟
أرى أنهم لفقوا ذلك القانون لها
بل أراه تحول عندنا فبات يحكمنا
ويسوسنا كنعاج لاموطن ولاهوية لنا
وما بت أرى عندنا سوى قلوبا متحجرة
تكسوها أطياف بشر قاسية
سميا دكالي