الاثنين، 6 أغسطس 2018

Hiamemaloha

----- أيام العدم -----
بقلم الشاعر محب الحكمه

صوب أيام العدم البعيدة.
تنتقل بوصلة الفكر التائه.
تهجر تلك الذاكرة الميتة.
و قد أطاحت شمس النهار.
بجبروت الليل و نزواته.

أيها العصاة، قد نكس النور رؤوسكم. 
و كتب التاريخ تاريخا، ليس كتاريخكم.
مبارك لكل فجر مولده...
حين يناجي مرٱة الوجود.
يرى فيها إنعكاس العدم.
و يقرأ بين سطورها، علة الكمال.

مبارك لكل جرح، شدة المرهم.
و مرارة الألم...
ذاك العجز عن التفكير و التبصر.
لازال يلامس ذرات العقل.
يخلق من أجل التيه، لحظات قاسية.
لا تستحق عناء العيش، من أجل خبرها.

أيها الماضي في سبيل الحياة.
يا توأمي الغائب...
أمانيك شاسعة، كعيني الحبيب.
غارقة في فكرك الخائف.
و أمسك الفاقد لأسرار النجوم.

إلى متى ستداري أغنيتك؟
إلى متى تحملها بين ثنايا قلبك.
تتصدع من داخله الكلمات.
فتخلق شقوقا عميقة في الروح.
تترك ألف سرداب مظلم .

و شرايين جافة محترقة.
يداويها حب الإنسان...
حين يغيب هذا الإنسان.
ليحضر فيه الإدراك، و حس الأبدية.
و أنغام تعزف على القلوب.

أيها الحكيم، أين جوهر الأبيات و القوافي ؟
و أرضها البعيدة، كشموس الفضاء.
ترسل أنوارها الأزلية...
من بحر العرفان اللامتناهي.

غريب زمنك أيها الحكيم.
و غريبة أناشيدك الحزينة.
بحار شاسعة، لا تتذلل للأنهار.
غريب أنا في دنياك...
حين أجلس أمام الموقد متأملا.
حين أصرخ في صمت.
في وجه الكون...
فمن ذا يسمعني ؟
من ذا يترجم كلماتي و دموعي ؟

دقيقة حب، تسكنها روح خالصة.
و سنين الحقد، عقيمة.
تتبدد في الفضاء...
كالصيف حين يقرع الباب.
تذوب رهبة منه كل الثلوج...
و يعود عداد الزمن إلى البداية.

فالوعي البشري صفحة مبهمة.
لا تتفرق مع مرور الساعات.
ولادة تتبع ولادة، كحلقات السلسلة.
يتولد من خيوطها جلال الشعر.
و مئات الكواكب الليلية.
تتكلم من داخلكم، تثور...
تجعل كل المعاني قابعة في السكون.
نهارها غير قابل للزوال. 

و هاهي ربات الشعر الخالدة.
تعاود هجرة السماء العليا.
تسعف الذين أحبوا كثيرا.
الذين لا يقتلهم الغرق، بل يحييهم.

لكلينا رغبة، أيها الحكيم.
لكلينا لحظات أمل...
فمن سيمجد الٱخر، في رحلة الجحيم ؟
و رموز الفضيلة ٱخذة في التلاشي .

سيلفظ الكون ساعتها، من ينقص من جماله.
ليجلس وحيدا، مغرورا بكماله.
و يناجي عودة الذات الشعرية.
إلى جوهرها الأصيل.

كلنا أحببنا الحياة...
و نحب هذه الحياة.
نكتب بقلوبنا دستورا للحب.
بنوده مشاعر صادقة.
و فصوله منابع للإنسانية.

فالأرض كلها وطني.
و الناس و أزهار الياسمين البيضاء.
تترجم ذاك الإمتنان نحو كل كائن.
فأينما سقطت الرصاصة.
سال دمي...

يتقاذفني الألم بلا هوادة.
يصير خوفي رغبة جارفة.
يصبح كياني طريقا مشرقا.
ما عادت تنهدات العذاب مؤلمة.
فالألم رصاصة أيضا.
أخفيها في قلبي، كما أخفي أسراري.
لعلي يوما أخبر مينوس عن لواعجي.
و الكلمات العميقة، عمق القبور.

كم علي أن أذرف من الدموع ؟
حتى ترتوي أشجار الكون.
عبثا أفتح قلبي المنسحب.
أبارك خفقاته المسترسلة.
كي أطرد بقايا السواد.
و برودة القبور...

لا شيء عندي يعادل الحب.
يعادل ذاك الإحساس بالفناء...
و جيل بعد جيل ينبثق.
يعطي أملا و طموحا.
يترك خلفه حكمة عظيمة.
و شذرات في فن الحياة. 

لا قيمة لهذا الشرف المنتفخ.
حين تنقصه أزهار الضمير.
و لا تجرفه قوة الفكرة.
سهل أن يندثر، بعد أن ينكمش.
فإزاء سطوة العنف.
يسقط كل إحساس بالعطف.
و يموت الغريب، غريبا.
في صمت و برودة...

إمض إلى جذور الليل.
حيث لا يقترب النور.
و أستمع  إلى همسات الماء الراكد. 
فمن الداخل عالم لا ينتهي.
أنغامه صافية، كأنهار الجنة.
رياحه العاتية، تقتلع الأشجار المتجبرة.
لكنها تمنح عطفا للنباتات الصغيرة.

فمن ذا الذي يملك تلك الإرادة الصلبة ؟
القادرة على جس القلوب...
من ذا الذي لا تنخره الندامة.
حين تسحب الكلمات بساطها الصلد.
و يصير شهد الفاكهة المحرمة، حلو المذاق.

أما الوحدة، فعنوان كبير.
سلاسلها ملتوية، أخطبوطية.
إمتصت من كل حكيم قبس.
و من كل مولود صرخة.

لا أحد سيخلد ذكراكم.
أو يذرف دمعا لذهابكم.
حين يولد أمامهم عذاب جديد.
يتقلبون فيه جراء تعاستهم.
يفتقدون لحظات الكمال.
التي تختفي فيها اللذة و الألم.

فهل سننزل أكثر سلم الجحيم ؟
لنعيد سيرة دانتي المفجوع.
أم سيتناولنا الحظ من بين الأحياء.
كهدية أخيرة من الكون.

ستنبض القلوب مجددا أيها الحكيم.
لقد كنا عدما، و سنصير عدما.
تحيا أرواحنا باليقين...
و عين اليقين، توازن العدم.

@ محب الحكمة @٠

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :