وَطَنِي الْجَرِيح
بقلم الشاعر وحيد طيب الخميسي
وغربتاه لَقَد حُنِّيَت إلَى وطن
بِه الْحُرُوب لِكُلّ شيئ تلتهمُ
وَطَنِي هَذِه الْحَرْب أَنْت صَانِعَهَا
أَم هَكَذَا شَاءَت الاقدروالحكمُ
ثَلَاثَ سِنِين هَذِه الْحَرْب شَارِبُهَا
وَبَعْد بِضْع شُهُور الرَّابِعَة ستنصرمُ
وطني وَحْدَك هَذِه الْحَرْب سالكها
وَهَل لِغَيْرِك تِلْك الأَحْزَان والحممُ
قَدْ كُنْت تَنَعَّم بالرغداء ياوطني
وَالْيَوْم تسكنك البراكين والحممُ
قدكنت شَامِخ فِي الْآفَاقِ مِنْ زَمَنِ
وَالْيَوْم هدك هَذَا الْجُوع وَالسَّقَمُ
كَم كُنْت أَجْمَلَ فِي عَيْنِي ياوطني
وَالْيَوْم أَصْبَح ذَاك الْفَنّ مُنهدمُ
بِالْأَمْس طفلك طُول الْوَقْت مُبْتَسِمٌ
وَالْيَوْم اذْهَب تِلْك البسمه الْأَلَمُ
الْيَوْمَ فِي وَطَنِي الْجَرَّاح نازفه
متي ستدمل الْجَرَّاح هَذِه الوِئَامُ
فَكَمْ مِن مَبَانِي جَمِيلَة قدهدمت
فَأَصْبَحَتْ مِنْ بَعْد جَمَالِهَا رَكَمُ
فَكَمْ مِنْ أَسَرَه قَد شَرَدَت مِنْ بَيْتِهَا
تعاني مِنْ جُوع وأطفالها يَتِمُّ
فَنَسْأَلُ اللَّهَ بَعْدَ كُلّ هذايجمعنا
وَيَرْفَع عَنّا كُلّ الْبَلَاء وَالنِّقَمُ
وَحِيدٌ طَيَّب الخميسي/اليمن