أني هنا وباق هنا
بقلم الشاعر محمود جميل شواهنة
اني هنا وباق هنا
اعرف هذا المكان ويعرفني
وفيه بدأت قصتنا
حكاية فتية عانقوا الفجر
رسموا اشعة الشمس من سواد ليلنا
ومضوا ومضينا
وانبتت كل الورود ارضنا
وكل لون تلقاه هنا
ارأيت هذا الدخان المتصاعد فوق حينا
ارايت تلك الحجارة المزركشة بايدي الزمان
بقيت لتروي حكاية من عبروا من هنا
رحلوا وهي تبتسم وتبكي احيانا
فيرطب الندى خدود حجارتنا
وتصعد زهرة من شق هناك
وطحالب خضراء من فينا(الظل)
وبعض دموع سوداء لفتاة جلست فوقها تنتظر
ومرت الذكريات وما تعبت وما تعبنا
وهنا لعبت ولعبنا
وشبت وشببنا
وبتراب الارض اعمارنا كتبنا
وعبق الحياة من امطار روتنا
تنفس التراب وتنفسنا
ومضينا نعبر اليها كلما ابتعدتا
اشواقنا تعيدنا
ارواحنا تفارقنا
نعود الى حجارة لقائنا الاول
حيث هناك فوق الامنيات جلسنا
حفرنا اسماءنا وهتفنا
وتواعدنا
ومشينا ومشى المجد معنا
ايها الوطن الساكن فينا
منك تنبض قلوبنا
تشرق شمسنا
من قال بانا من هواك تعبنا
من اشواك الدروب
من نزيف القلوب
من برد الشتاء من حر صيفنا
من انتظار المواسم
من تاخر نصرنا
من الدماء التي تروي عنا
بانا ما زلنا هنا
من الزعتر والحنون والزيتون
من انفاس الارض الحزينة والمشتاقة لنا
من طول اسرنا
سنبقى يا فلسطين هنا
فوق الارض او في قبورنا
حياة دافئة في احضان من نحبه ويحبنا
فاذهبوا حيث شئتم
واملأوا خزائن ذلكم من دمنا
من عرقنا من همنا
ستبقى تلك الارض امنا
تمسح غبار احزاننا
وتنبت الخير من دموعنا
مواسم حب سيشرق منها فجرنا
وسنقف على مقابر الراحلين نقص عليهم حكايتنا
ونقول لهم انهضوا فقد عادت امجادنا
واقبل ربيعنا
وابتسم روضنا
وما زلنا هنا
محمود جميل شواهنة....