الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

Hiamemaloha

الموت البطيئ
بقلم الشاعر إدريس العمراني 

يمضي صيف و يأتي صيف
و يبقى المأوى هو الرصيف
القلب ضعيف و الجسم نحيف
ماذا أقول و ماذا أضيف
أجساد كرمها الدين الحنيف
تعاني قساوة الحياة يقتلها النزيف
تلتحف السماء في عز الخريف
و في الشتاء تعانق الليل المخيف
تقضي نصفه بين القمامات
بحثا عن القوت و الرغيف
و تتعاقب الفصول و يزحف العمر
شبعوا من قسوة الأرض 
ولم تشبع الارض من نزيفهم
تبتسم لهم بمكر أبيض
هكذا يعيش المنفيون في الأرض
قلوب لا حس فيها و لا نبض
لا أحد يرى لا أحد يسمع
و يبقى المأوى هو الرصيف
موت بطعم الحياة وحياة بطعم الموت
كل الأرصفة تشهد لهم
و كل الشوارع تحمل اسمهم
ليل الشتاء يعرفهم
و وهج الشمس بنتظرهم
قيود البؤس تدمي معصمهم
تحت رماذ الحرمان
مات بريق الحلم
حتى الليل ألف صدى نبضهم
تعرى كل شيء فيهم
الا نظرات لست أعرفها
غيمة أراها في المحيا
تغطي تجاعيد الزمن 
تخفي دموع القهر و المحن
تحكي سفر الغربة و الالم
حلم ضاع بين أروقة الأحلام
نظرات غارقة في بحر السراب
رحلة بلا منافذ و لا أبواب
جسم روضته الأسقام
سفر قد يمتد و يطول
يمضي صيف و يأتي صيف
و يبقى المأوى هو الرصيف
أمام سنوات العمر الطويلة
أشجان و أحزان مستطيلة
ألم و نزف و قسوة
متهمون بجريمة لم يرتكبوها
سجناء على ذمة اليأس
تتسارع الخطى نحو المجهول
و متى مالت الشمس للغروب
يتوسدون الثقل المحمول
و بين الضلوع أوجاع لا تزول
ادريس العمراني

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :