الخميس، 28 مارس 2019

Hiamemaloha

"قصة قصيرة"
"خيانةمشاعر" 
بقلم الأديبة ناديا لعروصي

هي صرخة من قلب عاشق، هو حلم مصلوب على أجنحة مكسورة وآمال واهية، هي نغمات تتراقص على سنفونية إيقاع شجي، هو صمت رهيب ينخر جسده البئيس، هي خيانة روح وعواطف تنزف وتعتصر ألما ساقت به في دهاليز اليأس وعصفت بوجدانه،والقت به في غياهب الضياع والموت البطيء، هي خيانة من العيار الثقيل (خيانة مزدوجة) انزوى أحمد يتأمل سر هذا الكون البديع، شارد الذهن، مكسور الخاطر، تدب على محياه لوائح الغم والهم، يرتدي ثوب الشحوب، الدمع أدمى المقل وغزا الأحداق، تلك الحربائية السلوك اجتدعت كل تلك المشاعر الطاهرة والأحاسيس الصادقة ومزقت ستار الأمان والوفاء بأنياب الغذر والخيانة ،رنا بناظريه في الأفق البعيد لا المدى بات يشبهه ولا الردى بات يشبهها، لازال يعيد شريط الذكريات ويقف عند أول لقاء. لا عقارب الساعة ولا عجلة الزمن توقفت عن الدوران، ولا عاد به الزمن إلى الوراء وشطب كل الحزن الذي تسلل إلى احشائه، اعتصر فؤاده وانتزع كل الأشجان والأوجاع ولا رحلت به سفينة الأحلام وجابت به عبر ذاك الزمن المجهول حتى يداوي جرحه المكلوم ولا زفوف الرياح الهوجاء حملته بعيدا عن هذا العالم المقنع وراء وجوه مزيفة، هي نفسها تلك الساحرة اصابته في مقتل وأوقعته صريع هواها، أمام تلك العيون السالبة سلبت عقله واحتلت فؤاده فوقع فريسة حبها وضحية عشقها. كانت خفيفة الظل صاحبة الملامح البريئة والأحاسيس المرهفة، تلك الروح الجميلة يضطرب لها القلب وتهتز لها الوجدان، قمة في البهاء والدلال هكذا كان يعهدها سابقا رقة متناهية. مازال بدنه يرتعش ويهتز من هول الصدمة، كانت صدفة ويالها من صدفة مرت من أمامه تلوح بسحر جمالها المعتاد، وعطرها الفواح تتمايل وتختال في مشيتها وشعرها الحريري ينسدل على كتفيها كالحرير ما إن رمقته حتى عادت ادراجها، ذلفت سيارة فاخرة وانطلقت بسرعة البرق، ارتعدت كل أطرافه، انتفض عيظا وألقى بنظرة حائرة، انهدلت اجفانه واذرفت عيناه وسالت على خذيه دموعا حارقة، هي حبيبته المزعومة وصديقه المقرب زاغت عيناه عليها وهي الأخرى مالت اليه طمعا في المال والجاه كان شابا وسيما، ثريا وجذابا، لكن لم يعهده يوما سيء الأخلاق من شدة طيبوبته، كرم صفاته، سلامة صدره، قلبه الشريف وجميل روحه كان يجهل كل سبل الاحتيال التي تنفذ من مكر الناس وخبثهم لم يأتلف في شخصها الطمع ولا الخبث بالدهاء كان يعهدها جميلة الأخلاق وليس هناك من يماثلها رقة وجمال وطيبة لكنه لوهله اكتشف ان الحقيقة الوحيدة كانت مجرد وهم وسراب وضاعت كل المثل والأخلاق وبات كل شيء يشترى بالمال والكل ينهار ويضعف أمام جبروت وطغيان المادة حتى المشاعر والأحاسيس باتت لا قيمة لها. وبعدما يدق الوجع القلوب وتعتصر من شدة الالم ومرارة الهجر وتحن الروح إلى من يجبرها من مرارة الكسر ليدرك بعدها ان من علمك الحب هو نفسه من اذاقك طعم الحزن وعلمك معنى الألم.

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :