الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

خنساء الشام

مخلفات الرحيل للشاعر محمد أبو رزق

بقلم الشاعر محمد أبو رزق
مُخلَّفاتُ الرّحيل
حين شددتِ الرحيل
في ذلك الصباح البارد الكئيب
كان الفرح يودّعني
كانت البسمة ترسم آخر لمساتها
على شفتي
كان الأمل يبدو شاحبا
في مقلتي
والأسى يزحف ثقيلا
يبدّد ما تبقى من سعادتي
ومضيتُ أستقبل الطريق
أشدو بترانيم الأسى
والقلب ينزف حسرة
على زمن قسا
وعدتُ ولا أدري هل عدتُ
رجعت ولا أعرف كيف رجعتُ
كنتُ لا أحسّ وقتها بأقدامي
والدموع تحجب ما هو أمامي
وفي الركن تكوّمتُ على نفسي
كانت الجدران في لون السواد
وكلّ الأشياء تحوّلت إلى رماد
وتراقصت أمام عيني الذكريات
هنا صوتك وعطرك وطيفك
وهناك همسك وخطوك وضحكك
وهنالك مقعدك وثيابك وسريرك
بالله ماذا أبقيت منّي
بعد أن رحلت وتخلّيت عنّي
حتى النبضات هربت منّي
وحدي أكتوي بالأحزان
ولا أحد يتقاسم معي حزني
ومخلفات الرحيل تدميني
تملأ وقتي وتذكرني بالذي كان
ويشتعل الحريق بداخلي
ويثور البركان
أصرخ ولا يسمعني إلا المكان
وتتساقط في عيني الأحزان 
ينتفض القلب ويحترق الوجدان
ولا أحد يسمعني
فأجمع أشلائي في جراب الصمت
وأتكوم في لحاف الحنين
وأموت شوقا
محمد أبورزق 21 / 10 / 2019

خنساء الشام

About خنساء الشام -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :