ِبقلم الشاعرة دجى سالم
مِن مَناسكِ الوَجَعِ
أنْ تكونَ َأشْعَثَ الرِئةِ
مُغبَرَّ الشهيق...
ومُبَعْثَرًا كأنَّ مَن يُلَملِمُ الأشياءَ لم يُخلقَ بَعدُ.
مُتَعَثِّرًا بأطولِ مُستَقِيمٍ
َ كأشواكٍ نَبَتَتْ عنوةً على مَساماتِ الروح...
الروح التي تُعَرِّشُ على جدرانِها
شيخوخَتُهُ المبكِرَةُ...
خيبةٌ بِمذاقِ الإنكِسارِ،
مُرةٌ كهاويةٍ لا قرارَ لها.
فمنذُ أن هَوَى بنفسهِ،
تَوحَّلَ بالبُؤسِ،
واختارَ وهْماً كَمَنْ يُعزي نفسَه بالتعنتِ...
صَمْتٌ مُشبَعٌ جداً بدخانِ الخيبة...
لا أعلنَُ عن حماسةِ الموت ِ
ولا عن فروسيةِ من يَمْشي بلا إسمٍ،
هي أشلاءُ لا تَعني إلَّا مَن صُلِبَ قبلَ أنْ يَشتهي الذنب .
اتركْ علامةً بكلِّ وشمٍ على ذاكرةِ الفقد،
لئلا تضيعَ منهُم تفاصيلُ المتاهاتِ
و يَلوكَها بألمٍ من ضاعتْ عليهِ
جنازَةُ الحسرةِ،
محاولًا اسْتِعطافَ العنادِ
وتحليةَ مِلحِ الأرضِ بالطَّعَنِ بكلِّ الخواصرِ...
صدرٌ مِن قرابينَ تبعدُنا أكثر،
مِن أقنعةٍ بِلا عيونٍ،
ومِن أزمِنَةٍ بِلا ملامحَ،
نغرقُ في زاويةٍ من حنظلِ الوَجَعِ،
نشيرُ باصبعينِ على مَرمى قدرٍ
كطُقوسِ الإحْتِضارِ
بقسوةٍ على قياسِ أعلى صُراخ...
لعنَةٌ تُلاحِقُ ما لا تكونُه ُالذاكرةُ
من أركانِ البراكينِ المهدومةِ
يثورُ الالمُ التائهُ بغيبوبةِ ِ الفقد...
تابعَ القطارُ سِيرةَ المحطاتِ واخبارَ
الوعودِ المتروكة...
تُنحيَةُ الجوانبِ عن شرايينِ النوافذِ وعن حصرةِ الموجِ من على شفاهِ الضحك...
إنها تراتيلُ وجعْ ...
تراتيل ُ وجع....
دجى سالم