الأربعاء، 29 يوليو 2020

Naima ouhammou

تموت الاسد بقلم الشاعر سمير موقدة

تموتُ الأُسْدُ في الغاباتِ جوعاً
             ولحمُ الضّـــأنِ تأكلُــهُ الكــلابُ

طريـــقُ النـــهرِ تحرُسُهُ ذئابٌ
             وباقي الأرضِ يسكُنُها الخرابُ

رمونا بعدَ بؤسٍ في الصـحارى
              فأينُ المـــاءُ والصحرا سرابُ

قلـــيلٌ مَـــنْ تنعّمَ فـــي بــلادي
              وباقـــي الشـعبِ أنهكَهُ العذابُ

ولصُّ الليلِ ينـهبُ دونَ خــوفٍ
              وكلُّ النّاسِ مِنْ جوعٍ غضـابُ

سكتــــنا بعــــدَ ذلٍ ثــــمَّ زادوا  
             وفـــي أفواهِهِم ضرسٌ ونــابُ

وباتَ لهُمْ غـــلالُ الأرضِ حقاً  
             ومـــاءُ النهرِ صيــفاً والتـرابُ

وما بقيتْ ظــباءُ فـــي البراري
            فكلُّ الأرضِ تحــكمُها الذئــابُ

فلا تسألْ أســوداً عــن حضورٍ
           فبـعدَ الجـــوعِ كلُّ الاُسْدِ غابوا

إذا ما قــــد رأيتَ بِـــنا ليـــوثاً
          فهمْ عظمٌ ومِنْ بعدِ البؤسِ ذابوا

وزقزقةُ الطيــــورِ بـــِها نواحٌ
          وحـــلَّ مـــكانَها طيــــرٌ غرابُ

حــرامٌ أنْ نُـــسرَّ بأرضِ جدي
         وكيـــفَ لــنا السرورُ وسُدَّ بابُ

فما قد عــــادَ دربٌ فيهِ نمضي
         سوى ذا البــحرِ يعلوهُ العُبــابُ

أنتركُ بـــعدُ أوطـــاناً ونمضي
         لِـجرحٍ قــد يلطـــخُهُ الخـضابُ

أظنـوا أنّهم آسَـــوا فــي الليالي
         وليسَ لهـــم حســابٌ أو عقابُ

وظنوا الأرضَ في الأوطان ضاقتْ
           بما رحُبتْ وليس بها رحابُ

فأرضُ اللــهِ واسعـــةٌ عليــــنا
       وبعـــدَ المـرِّ قـد طابَ الشرابُ

سيبزغُ  في فضاءٍ الكونٍ نــورٌ
         وحتى إنْ علا الكونَ الضبابُ
29/7/2020

Naima ouhammou

About Naima ouhammou -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :