سارقُ الأمان
بقلم الشاعرة خديجة بلغنامي
وَشْوشتِ النجومُ أنَّ بالأرضِ بأسُُ
فتباكتِ الأضْلُعُ وكأنها في مَيْتَمِ
حرْبُُ بلا نارٍ ولا زنادٍ مُصَوَّبٍ
لا دَمُُ مَسْفوكُُ ولا خُدودُُتُلْطَمِ
ِأكَوابيسُ نَسْتفيقُ منها ونَهْتَدي
أمْ حَدْسي وَهْمُُ وعَزاءُ مُغرمِ
طُرقاتُُ فارغاتُُ إلّا مِنْ غِرْبان ٍ
وأبوابُُ مُغْلقةُُ كسِجنٍ مُحْكَمِ
ترى الوَرى فُرادى في مَعْزَلٍ
سَلامُُ بلا عِنَاقٍ خَشْيَةَ السَّقَمِ
عيونُُ شاخصاتُُ تَئِنُّ منْ وجلٍ
تشْكو قِلَّةَ الحيلةِ كمُعْدَمٍ مُكْلَمِ
وسارقُ الأمانِ بأَلفِ وجهٍ يتنقلُ
يحْصِدُ الأرواحَ كسيْفِ مُنْتقِمِ
وراءَ أقنعة ٍ نَغْدُوا بِحذَر ٍ
لانُفَرِّقُ بينَ عابسٍ و مُبْتَسمِ
في عهد الكرونا تعَرَّتْ معادِنُ الناسِ ِ
وكُشِفَ المعْدِنُ المصْقولُ من الخامِ
مَنْ نْبْتُهُ حَسَنُُ تَرَاهُ مُخْضَراً
يُبْهجُ النفوسَ كأوتار النَّغمِ
قَدْضاقتِ الأرضُ بما رَحُبَتْ
فأغِثْنا برَحمتكَ ياواسعَ النِّعَمِ
مساجدُكَ أُغلقَتْ أبوابها كرهاً
والصَّوامعُ أنينُها يُبْكي ذَوي الصَّمَمِ
أمْطِرْ عليْنا عفْوَكَ إنَّا عبادُكَ
ومَنْ غيرُكَ يرحَمُ صريعَ النَّدمِ
إنْ كانت تلك مَشِيئَتُك فلا اٌعتراض
إنما أخشى أن يكون جزاءً على جرمِ
يُصيبَنا ماأصابَ عاداً وثموداً
ومنْ َقبلهم أُهْلِكوا وأغرقوا في اليَمِّ
ما خَلقْتَ الكونَ باطلاً سُبْحانَكَ
بِقدَرٍ أنشَأتهُ و أحْكَمْتَهُ بالنُّظُمِ
مَصَائِبُُ حَلَّتْ فهلْ مِنْ مُعْتَبرٍ
يُدْرِكُ حِكمةَ اللهِ فيَتعلَّمِ
بالبلاءِ تُزكى النُّفوسُ وتُطهَّر
وتعلو في الملكوتِ دون سُلَّمِ
بقلمي
خديجة بلغنامي