{ زِمَامُكْ }
بقلم الشاعر خالد نادى
- تَدّلْىَ يَمسّكُ بِأنَامِلَكَ بِعتَابٍ يُشّبِهُ عِتَابْ العَاشقْ لِمنْ أَحَبَ مُغْتَالً وَحْدَتُك مُعلماً إِياكَ الحِفَاظْ عَلىَ مَا أَبْدَاهُ وَرأتهُ قَرِيحَةُ عِيْنَاكَ، وَأبْدَى قَلْبَكَ تَعَجُباً لِمَا حَفَلْ بِهِ ذَاكْ الزِمَامْ المُرَابِطُ عَلَى مَرْمَى أَبْصَاَرِكَ يَتْلَحَفُ السّحَابْ، وَتَنْسَدِلُ لَهُ العِبَارَاتُ تَقِفُ بِبابهِ تَعْتَزِمُ البَيَانَ، وَكَأنَّ الزِمَامَ أَصّبَحَ رَجُلٌ حَكِيمْ يَعْتَزِمُ النُصّحْ مُقْبلاً عَلِيكَ لِعلمِهِ مَا يَصرخُ بِخلجَاتِكَ، وتَعتَصرُ لَهُ آنْاَتُكَ فَيُجَالِسَكَ بِبسمةٍ تُشّرِقُ مِنْ وجّهِ تَغمرُ مَكَانَكُمَا،
ويَصيرُ حَدِيثُهُ كَنَسّمَاتٌ تَخْرُجُ مِنْ بَينْ ثَنَايَاه تُلْهِمْ مَوَاطِنْ الشّعُورْ تَسّتَقْطِبُ جُلْ حَالاتْ الحُضور، وينَّتَهَي الحَدِيثُ الطَوِيلْ بِينَكُمَا، وَقَدّ شَاعْ نُوراً جَديداً أّطَلْ مِنْ عَيْنِيِكْ يَحملُ هِمّةً وَنُضّرةً، وَبَصِيرةً تَكْفِيِكَ حَتَى آخِرَ الرَمَقَ، فَافْهَمَنَّ حَقِيقَةُ اْلجِوَارَ لِمَنْ أَخَذَ بِيديكَ يُريدُ مِنْكَ الإِتْيَانْ لِفَتحْ خَزائنُ اَلْنَفعْ، وتَحَصِيِلْ مِنْهَا مَكَاسِبْ تَجعَلُكَ تَجُبَ الأَرْضَ تَرفعُ رَايةَ اْلسَلاَمَ لِتَحْظَى بِآثَرٍ يُتْبَعُهُ بَصَمَاتٌ تَجِدُهَا تُنِيرُ فِي الظَلْمَاءُ تَهْدّي مَنْ ضَلْ الْطَريقَ، وَغَابَ عَنْ حَقِيِقَتُهُ فِي وَسّطَ الْغَيِمَاتْ، وَاسّتَرشّدْ بِطَلِيِقْ تَحررَ مِنْ القُيودّ عَازماً عَلى الإِتْيَانْ بِالحِكَمْ لَكُلْ مَنْ تَجَلَدَ بِالصّبرْ، وَتَتبَعَ اَلْنُصّحْ، وَتَركْ اَلْحَوَاسْ يَاقِظَةً تَحْفَلُ بِما يُعْرَضُ عَلِيهَا فِي صَبَاحِهَا ومِسّاَئِهَا، وَتَمُرُ مَعَ أَياَمُهَا تَعْكِسُ صُورَةٌ تَتَجَلىَ فِي مَلاَمِحِهَا، وتُشِير لِكُلْ مَنْ جَاءْ يُريدُ التَعَلُمْ بِاتْبَاعْ ذَاكْ المَسّلكْ والتَمسّكْ بِالزِمَامْ فَلِكُلٌ مِنًّا زِمَامٌ خَاصٌ بِهِ، وعَليِهِ أَنْ يَبْحَثُ عَنهُ فِي تِلكْ الحَياة حَتى يَجِدّهُ ويَلاَزِمِهُ.
خالد نادى