مخالبُ الطّوفان
بقلم الشاعر محمد أحمد الديم
ماجتْ بِكم قبل الغروبِ بحارُ
ومع الزّوابعِ يُكرهُ الإبحارُ
ها قد تلاحمتِ السّيولُ وأمسكوا
قسرًا بأطرافِ القرارِ وداروا
ليميدَ مركبكَ الكسيحُ بكُم كما
مادتْ بلؤلؤةِ الحريرِ محارُ
فرفعتَ كفّكَ باحثًا عن مُنقذٍ
وأكفّ كُلّ المنقذينَ قِصارُ
صرخوا لعلّ اليمّ يخشى صوتَهم
فطغى عليهِ صَوتُهُ الهدّارُ
مَدّوا نياطَ قلوبهِم ولطالما
مَدّت إليكَ حِبالَها الأنظارُ
لكنّ سيلَ التيهِ يبتلعُ الرّجا
ولكلّ حبلٍ يلقفُ التّيارُ
في قبضة الإعصارِ تُعصرُ مُهجةٌ
وبراحتيهِ تُخنقُ الأعمارُ
***
محمد أحمد الدِّيَم