بيت جدي العتيق.
بقلم الكاتب عماد نديم خالدو
يشدّه الحنين إلى بيته العتيق
خشب وطين حجارة مرصوصة.
أبواب مغلقة بأسفين.
في زاوية يختمر العجين
وراء عنبر يخزّن التموين
موقد يعج بالتدخين
جرّة مربوطة بجنزير
على ظهرها وعاء مطرّز بالقصدير
قنديل من وعاء وفتيل بضوءه ينير
حصيرة مفروشة بالقش محبوكة أفضل سرير
جدران بالطين مطليّة تفوح رائحة ذكيّة
يحمل فأسه
يركب حصانه
يحرث ارضه
سلاحه قراَنه
كرامته مصانه
يكرم ضيفه
يحمل الأمانة
يكره الخيانة
يصدق لسانه
محملا بسلال العنب والتين يأتي عشية
يلتفون حول شيخهم الجليل يروي حكايات مضى عليها الف
جيل وجيل.
كل من عاصروه يتخذهم خليل
طفل في الجبال يهش على غنمه
بعينه براءة نظرته جراءة
بيده أزهار البنفسج والنرجس
وافراخ عصافير بالكاد تطير
فتاة جميلة بالخصر نحيلة.فستان جميل للأرض طويل
قامتها بهية بالكرم سخيّة.
بالترتيب عجولة.بالكلام خجولة
عجوز تنثر الذّرة للدجاج.تأتي بخبز التنور وزبدة الحليب
معسولة بعسل ملكة النحول
من لقمة تطيب إن كنت سقيم
كم جدي علينا حزين
ماهذه الحضارة كلّ في داره.لا يعرف جاره
الأخلاق في حضيض.الصدق في السجون
الكذب أعلن أنتشاره.
فستان قصير من نسمة يطير
في بيتها كسولة .بنومها خمولة
شباب كثير .بالرذيلة خبير
المال وفير بركته تطير
هواء ملوّث لقمة مدسوسة بسم العقاقير
وكل فرد على هواه يسير
لقد ضاع منّا مفتاح بيت جدي العتيق
مع تحيات الكاتب السوري عماد نديم خالدو.