وطن بين القبور
بقلم الشاعر أحمد سلمان
هيا يا طائرتي الشخصية
حلقي في سماء الجوى
وراقصي نسمات الهواء
وفي وادي السلام انزلي
بهدوء .....
بهدوء .....
فإن سكانها لا يحبون الضجيج
و أدي التحية لهم بوقار
وأدخليها بلا خوف فإنك بأمان
يا طائرتي
مري ....
مري ....
على تلك القبور
فلي بها حياة
وملاذ ونجاة
وكل الامنيات
بل وجودي الحقيقي هناك
فلي بها ثلاثة حروف
كل حرف منها يضيء
كانه الكوكب الدري
حروف عجزت عن وصفها الكلمات
الا كلمة
امي .....
امي .....
اريد اسقي قبرها بليل الشوق
واضم قبرها الى صدري لتمد لي
يد الحنان اغفو عليها
واهمس لها واناديها
امي ....
امي ....
اسمعيني
مهما كبرت
ولكني مازلت ذلك الطفل الذي يحب الرقود بين يدك التي كانتا لي ارضا وسماء
مازلت ذلك الطفل الذي يستيقظ ليلا ويبحث عنك حتى يضج بالبكاء
ومازلت ذلك الطفل الذي دفء روحه حضنك الدافئ
مهما كبرت
ولكن عواطفك تبقى أساس لتكويني فصرت انا
امي صرت من بعدك من انا
فلو امطرت الدنيا علي بما اشتهي وانت بعيدة
فلا تشعرني بأمان سنين من الهم و الحزن
و لكنك بقربي
لماذا ذهبت سريعا
زرعتي آن حصده
ولكن قبل حصادك حصدك الموت
لماذا غابت شمسك بشروقها
ياحسرتي
انها لا تفارق شفتي
كلمة
امي .....
امي .....
احمد سلمان