جرح المكان
بقلم الشاعر أدريس العمراني
لا الضوء يكفيني و لا المكان
يا شجرة المواعيد
هنا كان ميلاد عشقي
هنا غزاني الشوق و الخفقان
أزورك و في القلب نار و بركان
غابت بسمة القلب من زمان
حل البؤس و اليأس والحرمان
أبكي على ماضي بدون عنوان
أحن الى ذاتي و حلمي المفقود
أحن الى أحلام الليل الموؤود
أحن لرجفة الشتاء و الحضن الودود
أحن لضحكات أمس بلا حدود
أحن لعشق مات و لن يعود
سئمت شقائي و بعدي عن نفسي
سئمت غربة مزقت أحاسيسي
وحده ظلك الباهت يسكنني
يغطي بقايا أوجاعي و شجوني
يمر مسرعا و للظلمة يرميني
هكذا يطول الظلام و تتمدد ليلتي
هي جزء من سجني و معاناتي
على جذعك بقايا حلم مكسور
حلم لم تكتب له النهاية
يجثم على صدري نار و دخان
يا شجرة المواعيد الميتة
دعيني أسافر مني إليك
أعانق ضجيج الأمس الموؤود
أسترجع حروف البوح و الهمس
دعيني أتلحف فستان الهزيمة
بيني و بينك لا فرق
غزانا الهجر و عشعش الخريف
يتلحف بداخلك حلم لم يمت
أتلمسه باردا لا روح فيه
أستنشقه عطرا يكفنه الجليد
يوقظ الجراح و النزيف
كلما حاولت الفرار او النسيان
يحملني إليك الحنين من جديد
ادريس العمراني